مذ أن خرجت المخا من تحت عباءة الكهنوت، وأرتدت ألِقَةً ثوب الجمهورية، كانت على صدارة أولويات القوات المشتركة والتحالف العربي، اللذين سخرا الكثير من الجهد لإنعاش المدينة وإنقاذها من تداعيات الحرب إلى صعيد التنمية والاستقرار، وبجهودٍ مكثفةٍ، استمرت بشكلٍ منتظم، تحولت المدينة الساحلية الواقعة غربي تعز إلى ملاذ يقصده آلاف الناس الباحثين عن الأمان والهاربين من بطش الكهنوت.

 

وتعد المخا اليوم أكثر المديريات أمنًا في محافظة تعز والساحل الغربي إن لم تكن في اليمن قاطبةً، وذلك بناء على حالة الاستقرار التي تسودها، وانعدام الجريمة، وندرة الجنايات، واتساع مستوى الحريات وعدم مضايقة السكان أو تقييد حركتهم وحريتهم.

 

ولأن القوات المشتركة فرضت في المدينة خطة أمنية ناجحة، سرعان ما بدأت المخا بالتطور على كل المستويات، بالذات الجانب العمراني والإنشائي، حيث غدت تضم الكثير من الوحدات السكنية التي أنشأها مواطنون من أبناء المدينة أو من خارجها أكانوا مواطنين عاديين أو مستثمرين، نظرًا لما تنعم به من استقرار يبحث عنه ملايين اليمنيين في مناطق أخرى دون أن يجدوه.

 

ومع الحصار الحوثي الجائر الذي يفرضه الكهنوت على سكان مدينة الحديدة وقطعه أوصالها والطرق الواصلة بين المديريات الريفية في الجنوب الحديدي بالمدينة، تكفلت المخا أن تكون المقصد التجاري لكل مناطق الساحل الغربي، وأضحى سكان الساحل المحرر يقصدونها باستمرار لتوفير مستلزماتهم ومتطلباتهم.

 

وما هو أفضل في المخا غياب النظرات المناطقية اأو العنصرية، التي تكرسها مليشيا الحوثي في مناطق سيطرتها، وعادةً "من جاء إلى المخا  لا أحد  يسأله من اأنت ولا  ما هو انتماؤك، المهم أن يحترم القانون ويحترم الناس ويكون محترما لذاته ويعيش مثله مثل غيره ولا أحد هنا يضايق أحدا". كما أكد الناطق باسم المقاومة الوطنية عضو القيادة المشتركة بالساحل الغربي صادق دويد في وقت سابق.

 

دويد كان قد أشار إلى مسارين  لا ثالث لهما ينبغي التحرك وفقهما، الأول مواجهة الحوثي ودحره ونزع سلطته من تلك المناطق، والثاني  يوازي المسار الأول من حيث اهميته، ويتمثل بالاهتمام بالمجتمع وإعادة الحياة في المناطق المحررة والعمل التنموي". وذاك فعلا ما يتجسد في الساحل الغربي بشقيه، من خلال جهود التنمية في المناطق المحررة والقتال الشرس ضد كل الاعتداءات الحوثية في ميادين المعركة.

 

ويعدُ سكان المخا مدينتهم الأفضل، نظرًا لتوفر الخدمات العامة مثل الماء والكهرباء والصحة بالتحديد، التي تعد من أهم الخدمات المتطلبة في المناطق الساحلية، فالبنية التحتية لمشروع المياه العام في المديرية حظيت بصيانة متكاملة لشبكات التوزيع الداخلي والخزانات والشبكات الأساسية من قبل الهلال الأحمر الإماراتي الذي أعاد في وقت قياسي تدفق المياه بشكل مستمر إلى كل منزل في المديرية.

 

ومؤخرا تحسنت جودة التيار الكهربائي المزمع إعادة تشغيله على مدار 24 ساعة، بعد إدخال المحطة الجديدة (20 ميجا وات) التي دعم بها الهلال الأحمر وتم تسليمها يوم أمس (10 يناير) للسلطة المحلية، لإدخالها في تعزيز قوة التيار الكهربائي الذي اشتدت عليه ضغوط الاستخدام نظرا للازدحام السكاني الفائض في المديرية.

 

وقياسا على مدينة تعز فقط التي تعد المخا جزء منها، تعد المدينة الساحلية الأفضل من حيث الأمن والاستقرار والخدمات، فلا توجد منطقة في المحافظة اأجمع لا تزال تتحصل على المياه من المشاريع الحكومية أو الكهرباء الحكومية ايضا، إلا المخا التي اجتهدت من أجلها القوات المشتركة والتحالف بإسناد وتعاون المواطنين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية