في ليلة العيد وأم عبدالله ما تزال تجوب الأسواق ومعها أولادها الأربعة، وفي نهاية المطاف لجأت إلى أحد أسواق البالة (ملابس مستعملة) في سوق 26 سبتمبر بالعاصمة صنعاء لشراء حاجة أطفالها من الملابس.

 

وتقول أم عبدالله لـ"وكالة 2 ديسمبر": "كل ما أملكه عشرة الآلاف ريال وتكفي لشراء بدلة جديدة واحدة فقط في ظل ارتفاع الأسعار، ولجأت إلى شراء الملابس المستعملة لأطفالي الأربعة وبواقع ثمانية الآلاف ريال، وذلك لكي يلبسونها في العيد كبقية أطفال حارتنا".

 

فقرٌ مدقع يصيب ما نسبته 85% من إجمالي السكان في اليمن بحسب تقدير المنظمات المهتمة، حيث تسببت ميليشيا الحوثي في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للناس وتسببت في إدراج الملايين من الناس في دائرة الفقر والجوع، وذلك بفعل ممارسات الفساد المنقطع النظير، حيث نهبت احتياطي البلد من النقد الأجنبي وتستحوذ على مختلف الإيرادات وصادرت مرتبات وحقوق الموظفين وعطلت مختلف الأنشطة الاقتصادية وسائر الحياة.

 

أسواق البالة في العاصمة صنعاء هي الأكثر ازدهاراً خاصة التي تبيع ملابس الأطفال، في حين تُعاني المراكز التجارية للملابس من ركودٍ غير مسبوق.

 

في ذات السياق يقول محمد منصر -أحد العاملين في مركز لبيع الملابس- لـ"وكالة 2 ديسمبر": "يستقبل المركز الآلاف من الزبائن يومياً إلا أن أغلبهم لا يشترون ويكتفون بالسؤال عن الأسعار ويقولون إنها مرتفعة ولا تتناسب مع قوتهم الشرائية".

 

وعن عدم تخفيض الأسعار في ظل هذا الركود يقول محمد إنهم لا يقدرون على تخفيض الأسعار لأن ذلك سينعكس خسائر على المركز، ويشير إلى أن أسباب ارتفاع الأسعار في هذا الموسم تأتي في ظل صعوبة الاستيراد، حيث يدفع التُجار ضرائب وجمارك مضاعفة، وبعد أن يتم دفع الجمارك في الميناء تُلزم ميليشيا الحوثي التجار بدفع جمارك أخرى في ذمار ومختلف منافذ العاصمة صنعاء إلى جانب الاتاوات والنهب اليومي المستمر للمراكز التجارية، الأمر الذي يضاعف من أسعار السلع.

 

ضمن مسلسل الابتزاز والنهب الذي تمارسه الميليشيا في حق التجار وأنشطتهم التجارية، تقوم ميليشيا الحوثي بمداهمة مراكز بيع الملابس خاصة في موسمها وتنظر إليها بأنها غنيمة ولا بد أن تجني منها أموالاً طائلة، ووفقاً لمصادر "الوكالة" فقد قامت ميليشيا الحوثي بفرض مبالغ مالية كبيرة على مختلف مراكز بيع الملابس وأغلقت العديد من المراكز التي ترفض دفع المبالغ المطلوبة منها، وكان آخرها. إغلاق مركز سيتي ماكس فرع الأصبحي بالقوة في الـ28 من رمضان ليضطر مالك المركز إلى دفع المبلغ المفروض عليه ومعاودة فتح المركز.

 

ممارسات عبثية يدفع ثمنها الوطن والمواطن، حيث بات الأخير يصارع الموت جوعاً ويُلبس أطفاله من أسواق البالة التي أصبحت مزدهرة فثمة أُناس يبيعون ملابسهم لتوفير لقمة العيش وآخرون يشترونها لتغطية أجسادهم دون خوف من انتقال الأمراض.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية