تحتشد نسوة على نحو يومي أمام مبنى مؤلف من عدة طوابق يقف على أبوابه مسلحون حوثيون لا ينفكون عن توجيه الكلام الجارج إليهن.

 

المبنى الكائن قرب معسكر الفرقة الأولى مدرع في صنعاء يعنى بتجنيد الأطفال في صفوف مليشيا الحوثي ضمن مراحل تبدأ بدورات فكرية طائفية متطرفة وتنتهي بالزج بهم في محارق الموت.

 

أمهات يقفن على أبواب هذا المبنى يرتجين معرفة مصير أطفالهن، البعض منهن فقدن أطفالهن.

 

أطفال أخذوا من قبل مشرفين حوثيين في مناطق سكنهم وبيعوا كالكباش في سوق تجنيد الأطفال.

 

أم تحكي بمرارة أنها تأتي مع كل صباح إلى أمام هذا المبنى لعلها تجد من يشفق عليها ليعيد إليها طفلها ذا الأربعة عشر عاما، والذي زج عبر هذا المركز للتجنيد في صفوف المليشيا الحوثية دون علم أبويه قبل نحو ستة أشهر.

 

تقول الأم "أشتي ابني أشتي أعرف أين هو، نجي يومية هنا نسأل أحيان يقولوا ماهو عندهم ويطردوني وأحيان يقولوا هم مع الله وعيرجع ".

 

كثير هي المآسي ذات الارتباط بتجنيد المليشيا الحوثية للأطفال والزج بهم في محارق الموت والعودة بهم في صناديق خشبية أشلاء لا تعرف ملامحها، هذا إن لم يتركوا في جبهات القتال جثث تتحلل فلا قيمة لأبناء القبائل والبسطاء من الشعب لدى الحوثي وعصابته استنادا للتمييز السلالي الذي ينهجه والقائم عليه.

 

وكشف أحدث تقارير فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن استخدام الحوثيين القوة ضد السكان المحليين لجعلهم يقاتلون من أجلهم، من بينهم الأطفال.

 

وقال التقرير المقدم لمجلس الأمن الدولي، أواخر يناير الماضي،إن العام السابق شهد "أخذ الأطفال من منازلهم ونقلهم إلى المعسكرات الإيديولوجية والعسكرية التي يقودها الحوثيون - لعدة أشهر في كل مرة، وغالباً مع إعطائهم كميات قليلة من الطعام".

 

ولفت الخبراء إلى أنه "من غير الواضح ما إذا كانت هناك حاجة فعلية للأطفال في ساحة المعركة أو لمجرد استخدامهم كرهائن لتخويف السكّان".

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية