عند الظهيرة، كان أطفالٌ أربعة يتجهون إلى ظل شجرة في منطقة دار ناجي في حيس ليستظلوا في أفيائها، كونهم أضحوا بلا منزل، يبيتون في العراء ويقضون نهارهم تحت الأشجار لتفادي حرارة الشمس اللاسعة منتصف النهار.

 

هؤلاء الأطفال يشكلون مع أبيهم وأمهم أسرة نزحت من منطقة القضيبة، واستقرت في دار ناجي بمديرية حيس لتجنب الرصاص الذي كان الحوثيون يمطرون به منزل الأسرة في القضيبة، وينشرون حوله الألغام الأرضية، الأمر الذي رأى الزوجان فيه خطرًا يستدعي مغادرة القرية إلى مكان آخر.

 

في دار ناجي بضواحي مدينة حيس، وجدت الأسرة بقعة قفرة استوطنت فيها، وتعاون الناس معها لبناء منزل وتوفير وسائل العيش والنوم قدر ما أمكن، وسعى الزوج من حينها إلى عمل يوفر منه المال الضئيل لرزق أبنائه.

 

قبل أيام كانت الأم خارج المنزل ثم سمعت سقوط أعيرة نارية في الأرجاء، ذهبت لتتفقد المكان فإذا به المنزل يحترق ومنه تتصاعد أعمدة الدخان، بينما الأطفال محاصرون بالنيران يكاد اللهب يلتهم أجسادهم.

 

سمع أهالي القرية أصوات البكاء تعلو والأم تناشد، تدخلوا فأنقذوا الأطفال، لكن كل شيء دون ذلك تعرض للاحتراق، حتى الثياب والطعام وأواني المياه والفُرش والكراسي الخشبية "القعائد"، وألعاب الأطفال التي وصلنا وهم يبحثون عنها في الأنقاض التي خلفها الحريق.

 

لا تجد الأسرة اليوم شيئا يمكن لها الاعتماد عليه لتواصل حياتها كما كانت، تحاول الأم الاحتفاظ بمزيد الصبر للحفاظ على أطفالها وتجاوز المحنة التي حلت بالجميع، في حين يجول الأب ديار الأهل وفاعلي الخير عله يجد من يساعده في أحلك ظروفه.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية