بين فينة وأخرى تظهر على السطح صراعات حوثية بينية، يعجز استشعارها حالة التذمر الشعبي منها، والرفض الإقليمي لها، وحربها ضد اليمنيين، عن تغطيتها، فتنفجر مرة بصورة إقصاءات، وثانية على شكل تصفيات جسدية وسياسية، وثالثة على هيئة اشتباكات مسلحة.
 
في محافظة تعز أسفرت اشتباكات بين عناصر مليشاوية محلية وأخرى قادمة من محافظة صعدة، معقل الحوثيين عن مصرع خمسة من الجانبين، قبل أيام، بينهم مسؤول إمداد جبهة الستين بمدينة تعز المدعو محمد المروني المكنى "أبو ضياء". 
 
وفي منطقة الهشمة شمال المحافظة اندلعت خلال أسبوعين اشتباكات، ذهب جراءها قتلى من الطرفين نتيجة خلافات مناطقية حول الإيرادات وسعي حوثيي صعدة إلى الدفع بحوثيي تعز نحو جبهات القتال، في مأرب والجوف، المشتعلة منذ شهرين.
 
وشهدت محافظة مأرب اشتباكات بين القيادي المحلي في المليشيا المدعو مبارك المشن، وبين مشرف صرواح القادم من صعدة المدعو عبدالولي الحوثي، على خلفية اتهامات متبادلة بالخيانة بعد هزائم تلقتها المليشيا على يد القوات الحكومية هناك. 
 
وفي محافظة الجوف المجاورة، اندلع نزاع مسلح بين قيادات حوثية من أبناء المحافظة وقيادات ميدانية من صعدة اتهمها الأولون بالاستئثار بمنهوبات مديرية الغيل، ومدينة الحزم عاصمة المحافظة عقب الاستيلاء عليهما مؤخرا.
 
وأدى خلاف على أسلحة وذخيرة إلى اشتباكات في محافظة الحديدة الساحلية إلى مقتل المدعو عبدالله مجلي القارني المكنى “أبو زكريا”، من أهالي محافظة عمران، على يد المدعو "عبدالله عطيفي"، من مديرية التحيتا جنوبي الحديدة.
 
نزاعات مسلحة في عدة محافظات يمنية اندلعت بين قيادات حوثية في أقل من ثلاثة أشهر مضت من العام الجاري، سبقتها أخرى في أعوام فائتة، حتى لا تكاد تخلو سنة منذ سطوع نجمها في 2011 ثم استيلائها على السلطة في صنعاء 2014 بدون عمليات تطهير داخلية مشابهة لما حدث في إيران السنوات الأولى من استيلاء الخميني وأتباعه على السلطة.
 
قيادات بارزة وقديمة في المليشيا طُرحت جانبا، أمثال صالح هبرة وعبدالله الرزامي ويوسف الفيشي، الذي أزيح مما يسمى "المجلس السياسي" لصالح مهدي المشاط، في تصفية سياسية داخلية، بل وشملت التصفية في شقها الإعلامي والتنظيمي وبالنتيجة السياسي أبناء مؤسس المليشيا حسين الحوثي، فيما تم تغييب شبه كامل ليحيى الشامي الذي كان يُعتقد أنه الرجل الثاني في المليشيا، والمهندس الحقيقي لاقتحامها صنعاء عام 2014.
 
تتعدد مستويات الصراع البيني داخل المليشيا، وبينها وبين حلفائها السياسيين والقبليين والعسكريين، وتتجلى الخلافات في مظاهر سياسية وأمنية وعسكرية، ما يؤكد المسار الإقصائي والدموي الكامن في بينة المليشيا وإيديولوجيتها، فخيار الموت سياسيا أو بيولوجيا هو خيار حوثي أصيل لا يطول خصومها فقط بل وحلفاءها والمنتمين إليها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية