شهدت الأيام القليلة الماضية في إيران إقالة عدد من المسؤولين من مناصبهم بمزاعم إعلانهم إحصائيات عن ضحايا فيروس كورونا بالمخالفة للبيانات الرسمية لوزارة الصحة.
 
وبعد شهرين من الإعلان الرسمي عن ظهور وباء كورونا في إيران، تشير بيانات وزارة الصحة إلى أن عدد المصابين بلغ 74 ألف شخص وتخطى عدد الوفيات 4 آلاف شخص.
 
ويواجه النظام الإيراني اتهامات بإخفاء أرقام ضحايا كورونا، وسوء الإدارة، وعدم الامتثال للمعايير والنماذج المختبرة والناجحة في العالم لمواجهة جائحة الفيروس التاجي.
 
وأشارت صحيفة "كيهان لندن" المعارضة، الثلاثاء، إلى أن وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي أصدر قرارا نهاية الشهر الماضي، بعزل رئيس جامعة العلوم الطبية في مدينة أردبيل (شمال غرب) قدرت أخوان أكبري، ومدير مستشفى "الخميني" إسماعيل فرزانة، ومدير مستشفى "وليعصر" في مدينة مشكين شهر رضا باكدل بيام، من مناصبهم بعد إعلانهم أرقاما حول ضحايا الوباء تخالف أعداد وزارة الصحة.
 
كما أقال "نمكي" قبل يومين نائب رئيس جامعة العلوم الطبية في قم، حسن عادلي من منصبه، والذي سبق وأن انتقد تدخلات رجال الدين في ملف إدارة أزمة كورونا داخل إيران باعتبارهم غير مؤهلين.
 
واعتبرت "كيهان لندن" أن إقالة وزارة الصحة الإيرانية لـ4 مسؤولين حكوميين يأتي وسط ضغوط من أجهزة أمنية بسبب انتقادهم التكتم الرسمي على حقيقة أعداد ضحايا كورونا محليا، وكذلك تقديمهم بيانات تؤيد ظهور حالات إصابة بالفيروس القاتل قبل موعد الإعلان للمرة الأولى في 19 فبراير/شباط الماضي.
 
وذكر عادلي المقال منصبه بجامعة العلوم الطبية في قم خلال مقابلة تلفزيونية أن وزارة الصحة أصدرت تعليمات رسمية جرى بموجبها تجاهل فحص حالات اشتباه بفيروس كورونا في المدينة التي تعرف كعاصمة دينية في إيران و15 مدينة أخرى.
 
وربطت وسائل إعلام إيرانية محلية بين إقالات مسؤولين حكوميين وتقارير نشرتها وسائل إعلام أجنبية حول تكتم السلطات على أعداد ضحايا كورونا.
 
وحذر الادعاء العام في إيران، مطلع مارس/آذار الماضي، بالتعامل قضائيا مع أي مسؤول يعلن بيانات بشأن فيروس كورونا خلافا لأرقام وزارة الصحة والمركز الوطني الإيراني لمكافحة فيروس كورونا.
 
ويرفض المسؤولون الإيرانيون الإعلان عن أعداد ضحايا فيروس (كوفيد - 19) على أساس توزيعة المحافظات داخل البلاد.
 
وأقيل مدير مؤسسة المقابر في مدينة قم عبدالحميد وكيلي، بعد تداول مقطع مصور عبر مواقع التواصل الاجتماعي أظهر ارتفاعا كبيرا في حالات الدفن لضحايا كورونا بمقبرة بهشت معصومة في قم.
 
واختتمت الصحيفة المعارضة أن السلطات الإيرانية استخدمت الحجر الصحي كذلك إلى جانب العزل كعقوبة لمسؤولين قدموا إحصاءات مختلفة.
 
وعلى صعيد متصل، أعلنت بلدية العاصمة الإيرانية طهران عن تجهيز 10 آلاف قبر جديد لدفن المتوفين جراء مضاعفات فيروس كورونا.
 
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا)، الأحد الماضي، عن نائب رئيس بلدية طهران للخدمات الحضرية مجتبي يزداني أن القبور الجديدة ستقام داخل مقبرة بهشت زهرا (جنة الزهراء) الواقعة في الجزء الجنوبي من محافظة طهران.
 
ولم يقدم المسؤول الإيراني أرقاما محددة حول عدد ضحايا كورونا في طهران أو الوفيات الذين دفنوا في تلك المقبرة حتى الآن.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية