من بير أحمد في عدن، تجمع أفراد اللواء الأول حراس جمهورية، في يناير 2018، بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، ومن هناك جاءت الأوامر للانطلاق في معركة التحرير في الساحل الغربي اليمني، وظهره الجنوبي الشرقي في الجبال المحاذية، التي كانت تحتضن معسكر خالد ومفرق المخا الاستراتيجيين، وكان هذا الاختبار الأول لكتائب حرب التأسيس، حسب ما يروي أبطال من المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية"، كما نقلت صحيفة صوت المقاومة.
 
من أبطال اللواء الأول من قضى نحبه شهيدا، ومنهم من أصيب بإعاقات لم تمنعه من الاستمرار في الأداء الوطني بمعركة الحرية والكرامة واستعادة الجمهورية، ومنهم من لا يزال معتكفا في متاريسه في انتظار إشارة انطلاقة التحرير الثانية لاستكمال نزع محافظة الحديدة من أيدي مليشيا الكهنوت الحوثية، في الطريق إلى عاصمة الجمهورية اليمنية صنعاء.
 
كان الهدف التكتيكي للانطلاقة الأولى تطهير محيط معسكر خالد، فبدأت عمليات الاستطلاع وفتح الثغرات والاستيلاء على المرتفعات فكان ما كان من النصر العظيم.
 
يروي الملازم أول محمد عباد أحمد الفقيه أول جريح في صفوف المقاومة الوطنية اللحظات الأولى قائلا: لم يكن معسكر خالد محررا بشكل كامل، أجزاء واسعة منه كانت لا تزال تحت السيطرة النارية للمليشيات الحوثية، وكان هناك قوات من العمالقة.
 
ويضيف: عندما وصلت إلى المكان المحدد، قابلت قائد الكتيبة السهيلي ورفاقه، وكانت الخطة تقتضي الاستطلاع بواسطة العربات وعددهن 3 واحدة نمر و2 ماكس، تحركت أنا والعقيد السهيلي في العربة الأولى والنقيب الزيادي ورفاقه في العربة الثانية وتحرك المساعد محمود الطاهري في العربة الثالثة. المهمة سبقت انطلاق العمليات بساعات. 
 
زرعت المليشيا الحوثية محيط المعسكر بالألغام لكن رجال الاستطلاع واصلوا عملهم رغما من ذلك، يتابع الفقيه: عند التوغل أصيبت عربتان وترجل من كان على متنهما، وأصبت أنا وتم نقلي فورا إلى مستشفى المخا.
 
ويقول فارس التميمي من الكتيبة الثانية: أثناء تقدمنا صوب التباب المحاذية للخط الأسفلتي جنوب شرق معسكر خالد، أصيبت العربة التي كنا على متنها، ولم ننكسر، بل ترجلنا وواصلنا الزحف إلى التبة المطلوبة وأجبرنا المليشيات على الفرار، وأصيب من الذي كانوا معي إبراهيم الشلالي.
 
السرية الثالثة كانت مهمتها تعزيز القوات المتقدمة، ثم جاءت الأوامر بتحرير "تبة الشبكة" حسب ما يقول أحد أفرادها محمد عبدالجليل السالمي، ويضيف: تم تنفيذ المهمة بنجاح بقيادة النقيب يحيى دويد، وعند وصولنا بوابة المعسكر أصيب بطلقة قناص حوثي وارتقى شهيدا، وتولى البطل حسين غليس قيادة السرية باقتدار حتى استشهد أثناء تطهير مستشفى 22 مايو داخل مدينة الحديدة.
 
أحمد محمد سيف العماري يقول: كنت ضمن السرية الثانية، وكانت أول مهمة لي مع زملائي لاقتحام تبة الشهداء، كان اسم الكود آنذاك تبة 200، تقدمت السرية، واخترقنا دفاعات العدو بكل عنفوان، رغم كثافة نيران المليشيات، والالتحام المباشر. كان الهدف التكتيكي تطهير التباب المطلة على معسكر خالد من الجهة الشرقية والجنوبية الشرقية وحرمان قناصتها تلك المواقع، لا أدري كيف فعلنا ذلك.
 
ويحكي العماري بطولة أحد أفراد السرية كنا جميعا في السرية متزوجون عدا ثامر السامعي، الله يرحمه، وكانت الأوامر أن يتوغل أحدنا، قال ثامر أنا ما زلت عزب لو استشهدت لا يوجد بعدي أطفال، أنا أفديكم ما فيكم سخاء، وكان دائما ينشد الشهادة، ونالها.
 
ويتابع: وأذكر الشهيد، حسام الزبيدي، ومراد الراعي، ذلك البطل الضرغام الذي أصيب بلغم نتج عنه فقدان ساقه، ومع ذلك لايزال معنا يناضل بساق واحدة، وهو أنموذج للكثير من الأبطال الذين صنعوا النصر مع رفاق السلاح من مختلف تشكيلات القوات المشتركة.
 
الرائد عبدالرحمن سلطان أحمد رئيس عمليات الكتيبة الثانية، يقول: في اليوم التالي من انطلاق العمليات، تم تكليفنا بتعزيزات، وتقدمت مع مجموعة من الأبطال إلى تبة الخزان، وكان الهدف التكتيكي فتح ثغرة في دفاعات العدو. 
 
وعن أبرز المواقف يواصل: أتذكر لحظة إصابة الشهيد حافظ الدودحي، أصيبت العربة بصاروخ حراري، ورغم عظمة الاشتباك وكثافة القصف المدفعي تمكنا من الوصول إلى زملائنا وقمنا بإخلاء جثمان الشهيد الدودحي.
 
قصص بطولة سطرتها دماء شهداء المقاومة الوطنية مع رفاقهم في ألوية العمالقة، والألوية التهامية، تكللت بانتصارات، توجها الشهداء والجرحى بتضحياتهم، وبمعنويات تطاول الجبال الشامخات تمتلئ صدور رفاق السلاح في الساحل الغربي اليمني وتدفعهم للمزيد من التضحيات في سبيل "الجمهورية اليمنية".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية