في العام 2017 ، كان الشاب شادي نجيب على وشك إتمام مراسيم الزواج من فتاة تنتمي لأسرة هاشمية.
 
كان شادي وندى طالبين في المستوى الأول بكلية الطب جامعة صنعاء، وكانت أفكارهما وعواطفهما متقاربة في كل شيء في حب يصعب نسيانه.
 
ينتمي شادي إلى محافظة إب، فيما كانت ندى من سكان المناطق المحيطة بصنعاء ووالدها كبير في السن و متعقل.
 
 أجرت عائلة شادي زيارات متعددة إلى أسرة من كان يعتقد أنها فتاة أحلامه لأجل تعميق العلاقات الآخذة في طور التشكل.
 
كل شيء كان يمضي بسلام وقد اتفقت العائلتان على إتمام الخطوبة مثلما يحدث مع كل شاب يستعد لإشهار خطوبته كأول مرحلة من الزواج.
 
 رفض اثنان من أقارب الفتاة، يشغلان مناصب قيادية في الحركة الإرهابية الحوثية، بحجة أن الشاب لا ينتمي للأسر الهاشمية.
 
لم يكن طالب المستوى الأول بكلية الطب يعلم ما يجري إلى أن وصلته رسالة نصية ذات صباح، مفادها"لا أستطيع المجيء، أشعر بالانهيار لأن أعمامي غير راضين عن زواجنا" كانت تلك الرسالة ممن يفترض أن تكون زوجة شادي المستقبلية.
 
كان خبرا سيئا ومحزنا ومؤلما في آن، "كان  كما لو ان أحدهم غرس نصلا في قلبي"  يقول شادي لأحد أصدقائه والذي روى ل "وكالة 2 ديسمبر"،  المأساة التي وقع فيها طالب الطب البشري.
 
"حاولت التماسك لأن زملائي يملأون القاعة الدراسية، وحتى لا أظهر بموقف الشاب الضعيف، لم أكن أريد أن أنهار أمام أعينهم، كانت خطوتي الأولى هو أن أبقى متماسكا قدر المستطاع"بحسب ما نقل عنه.
 
كان شادي يهدف في ذلك الوقت أيضا إلى التخفيف من وقع الكارثة، عسى أن يجد لها حلا يمكنه الزواج من الفتاة التي أحبها.
 
بحث عن وسطاء اجتماعيين ومشايخ، لكن عمي الفتاة المتأثرين بالفكر العنصري للمليشيا رفضا ذلك.
 
و لم يكتفِ أقارب الفتاه برفض الخطوبة، بل أرسلوا تهديدا للشاب بالابتعاد عن ابنتهم وعدم التفكير في موضوع الزواج مرة أخرى أو واجه العواقب.
 
استسلم ذلك الشاب للمصيبة التي حلت به لأن التهديد الذي تلقاه منهم بالابتعاد عنها كان كفيلا بالرضوخ لهم.
 
بعدها بعام حلت على شاب من حجة كارثة مماثلة لا تقل وطأتها فداحة عن الأولى، إذ  أفشل قيادي حوثي زواجا كان على وشك أن يتم في تلك المحافظة.
 
كان ذلك في شهر مارس 2018 حين أصر القيادي في الحركة الإرهابية وليد أبو دنيا على إيقاف زواج شاب من قبيلة آل المدحجي في مديرية مبين بفتاة هاشمية.
 
اتخذ أبو دنيا إجراء قاسيا، إذ قام باختطاف الشاب واقتاده إلى مقر الأمن السياسي في مركز المحافظة، وهناك أرغمه على تطليق زوجته بالقوة.
 
أصيب الشاب بحزن شديد، وفقد الوعي من وقع الصدمة، بحسب ما نشرته وسائل الإعلام حينها، لقد كان إفشال فرحة العمر مؤلمة وقاسية لشاب أراد أن يرتبط بالفتاة التي أحبها.
 
قبلها بأيام وقعت حادثة مشابهة، حيث تم فسخ خطوبة فتاة من آل أبو دنيا المنتمية للسلالة الهاشمية-المزعومة- كانت مخطوبة لابن خالها
الذي ينتمي لآل أبو مسلي، وكان من قام بذلك القيادي الحوثي نفسه، وليد أبو دنيا.
 
لم تشهد البلاد حدثا مماثلا منذ قيام الثورة  إذ تعايش الناس لعقود وحدثت زيجات بين القبائل دون أن يكون لذلك أي اعتبار عدا حالات نادرة كان بعض متشددي السلالة  يرفضون تزويج بناتهم لأشخاص من خارج دائرتهم الهاشمية.
 
لكن مع مجيء مليشيا الموت وسيطرتها على مقاليد السلطة وتأثر قياداتها بالأفكار الإيرانية المدمرة، تكررت عشرات المرات الحوادث المرتبطة بمنع زواج أبناء القبائل من الأسر الهاشمية، حيث فقد كثير من الشباب أحلامهم، ولم يكن بمقدورهم عمل شيء، إذ استسلموا رغم عدم رغبتهم في تقبل ذلك.
 
في المقابل سجلت إحصائيات ميدانية عن ارتفاع حالات العنوسة في أوساط الأسر الهاشمية، بعدما بدأت تلك الأسر خلال السنوات الخمس الأخيرة برفض تزويج بناتها مشترطة أن يكون العريس من الأسر الهاشمية نفسها، وهي خطوات من شأنها أن تعمق الفوارق الطبقية بين المواطنين وتمنح أسرا  بعينها امتيازات اجتماعية على حساب أسر أخرى.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية