قال رئيس لجنة التحقيق الأوكرانية، إن هناك أدلة تشير إلى حدوث شيء داخل طائرة PS752 الأوكرانية، قبل أن يسقطها الحرس الثوري الإيراني بصاروخين في 8 يناير الماضي.
 
وصرح مدير معهد أبحاث كييف للطب الشرعي، ألكسندر روفين، بأن الأدلة تشير إلى أن الركاب كانوا خارج مقاعدهم قبل أن يصيب صاروخان الطائرة، بعد لحظات من إقلاعها من مطار الإمام الخميني بطهران.
 
وأوضح روفين في حوار صحافي مع موقع "غلافكوم" الأوكراني يوم 19 مايو، أن الطائرة لم تبلغ ارتفاع ثمانية آلاف قدم عند وقت تفجيرها، ما يعني عدم جواز فك أحزمة الأمان في تلك اللحظة.
 
وأوضح خبير الطب الشرعي أن العثور على جثث الركاب في موقع الاصطدام خارج مقاعدهم، يعني أنه كان هناك حالة من الذعر على متن الطائرة، وقد غادر الركاب مقاعدهم نتيجة ذلك.
 
ولم يشر روفين إلى سبب حالة الذعر التي دفعت الركاب إلى ترك مقاعدهم قبل لحظة اصطدام الصاروخ الأول بالطائرة، الأمر الذي ربما فعلوه قبل اصطدام الصاروخ الثاني بعدها بثلاثين ثانية.
 
ورجح روفين وجود سبب للاعتقاد بأن شيئا كان يحترق في الداخل، وأن دخانا أسود كان يخرج من ثقوب، مضيفا أن فريق التحقيق لم يجد الجزء السفلي من الطائرة وجميع المقاعد فيه باستثناء أربعة فقط.
 
وزعم فريق التحقيق الأوكراني أن السلطات الإيرانية قد قامت بإزالة جزء كبير من حطام الطائرة، وأشياء أخرى عثر عليها في مكان الحادث، بما في ذلك بعض الهواتف وجهاز لوحي فور تحطم الطائرة.
 
ولفت الخبير الأوكراني إلى أنه "ربما يكون هناك شخص قد كتب رسالة نصية (بخصوص أمر كان يحدث)"، مضيفا أن مصادرة السلطات الإيرانية لجميع الأجهزة في موقع الحادث كانت غير احترافية.
 
وقد يؤدي فك تشفير سجلات الرحلة إلى تسليط الضوء على وضع الطائرة قبل تحطمها، إلا أن إيران لا تزال متمسكة حتى الآن بالصناديق وترفض تسليمها إلى أي طرف ثالث يمكن فك شفرة المعلومات.
 
وكان الحرس الثوري الإيراني قد أطلق صاروخين على رحلة 752 التي كانت على متن طائرة مدنية أوكرانية يوم 8 يناير، وذلك في أعقاب غارة إيرانية صاروخية على قاعدة تستضيف قوات أميركية في العراق.
 
وقد أعلنت السلطات الإيرانية تحملها مسؤولية إسقاط الطائرة، والذي أسفر عن قتل 176 راكبا بالإضافة إلى طاقم الرحلة، وذلك بعد ثلاثة أيام من الإنكار الرسمي الإيراني.
 
وقد أقر النظام الإيراني بإصابته الطائرة، إلا أنه برر ذلك بكونه خطأ بشريا، بحسب موقع "راديو فردا".
 
ويأتي نشر الحوار مع خبير التحقيق الأوكراني، في ظل خلافات متصاعدة بين الطرف الأوكراني والإيراني بخصوص الحادثة.
 
وكان وزير الخارجية الأوكراني ديمتري كوليبا قد صرح في حوار مع شبكة RBC الأوكرانية يوم 18 مايو، بأن دول كندا والمملكة المتحدة وأفغانستان وأوكرانيا تعمل على تحميل إيران مسؤولية الحادث.
 
وقال كوليبا "إن الإيرانيين مفاوضين صعبون للغاية، لكننا لن نحرق جسور (التواصل)، وسنحاول الوصول لاتفاق، لكننا لدينا خطوط حمراء".
 
وأضاف وزير الخارجية "نحن نتواصل معا. وبناء على ذلك، إذا فشلنا جميعا في التوصل إلى اتفاق مع إيران، فسنسير في طريق طويل، ولكن من خلال المحاكمة الجماعية الموثقة قدر الإمكان، بسبب الجرم الذي تم اقترافه".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية