انتقد علي باباجان، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، قبل أن ينسحب منه ويؤسس حزب الديمقراطية والتقدم "ديفا" المعارض، مناخ الخوف والاستبداد الذي خلقه الرئيس رجب طيب أردوغان في البلاد، متعهدا بإطلاق سراح المعارضين المسجونين، كأول مهمة سينفذها إذا فاز حزبه بالسلطة.
 
 
وطالما كان هناك إجماع في تركيا على جهود علي باباجان الواضحة في إدارة اقتصاد البلاد حتى عام 2015، عندما تولى منصبه الوزاري الأخير. وكان الرجل أحد السياسيين العديدين لحزب العدالة والتنمية، قبل أن يعرب عن انزعاجه من التحول الاستبدادي المتزايد للحزب، نتيجة تعزيز أردوغان سيطرته على تركيا، في ظل نظام رئاسي تنفيذي جديد.
 
وترك باباجان حزب العدالة والتنمية في يوليو من العام الماضي، ودعا إلى العودة إلى الديمقراطية عندما تقدم بطلب لإطلاق حزبه الجديد "ديفا".
 
وقال علي باباجان خلال مقابلة، الاثنين، على تلفزيون "خلق" اليساري العلماني، إن هناك "جوا من الخوف يسود تركيا"، معتبرا أن مكافحة القيود المفروضة على الحرية هي "موضوع يمكن أن يوحد الفصائل السياسية المتنوعة في البلاد، في معارضة أردوغان".
 
وتلقى باباجان، بسبب انتقاده للحكومة الحالية، توبيخا الأسبوع الماضي من أردوغان، الذي قال دون تسمية نائب رئيس الوزراء السابق بشكل مباشر، إن نجاحه خلال سنوات حزب العدالة والتنمية "جاء فقط بفضل مساهمات من أردوغان" نفسه، بحسب موقع أحوال التركي.
 
وأوضح باباجان أن أصدقاءه حذروه من تشكيل حزب لمعارضة الرئيس، وأكدوا أنه سيواجه "سلطة دولة هائلة" تسيطر أيضا على القضاء، وفق ما ذكر موقع "أحوال" التركي.
 
لكنه قال إنه "لم يكن يريد الوقوف هكذا دون فعل أي شيء، بينما تمر البلاد بمثل هذه الحالة"، مشددا على أن النظام الرئاسي "زاد من حدة المشاكل السياسية في تركيا".
 
وعمل النظام الجديد على تسليم العديد من سلطات البرلمان إلى رئيس البلاد، وألغى منصب رئيس الوزراء وحول منصب الرئيس إلى أقوى منصب في البلاد.
 
ومنذ تمرير التعديل الدستوري في عام 2017،  يمكن للرئيس الآن أيضا أن يقود حزبا سياسيا، وهو تغيير قال باباجان إنه "يجرّد المكتب الرئاسي من صفة المحايدة".
 
وانتقد نائب رئيس الوزراء السابق النظام الحالي لانتخاب الرئيس، حيث يحتاج المرشح إلى أكثر من 50 بالمئة من الأصوات للفوز.
 
وقال إن ذلك أجبر الأحزاب السياسية على تشكيل ائتلافات قبل الانتخابات، حيث لا يمكن لأي حزب بمفرده تأمين هذه الحصة من الأصوات.
 
وفي لقاء آخر مع الصحفي كونيت أوزدمير، قال باباجان إن إطلاق سراح الصحفيين المعارضين لأردوغان، وغيرهم ممن وُصفوا بأنهم "مجرمون"، هو "أمر يتعلق بالإرادة السياسية ويمكن تحقيقه بمنتهى السهولة"، حسبما أورد موقع أحوال التركي.
 
وأضاف: "يمكنك أن تقول للصحفيين، وكتاب الأعمدة، أنهم أحرار من هذه اللحظة .. اكتب ما تريد في حدود سيادة القانون العالمية، فلن نتدخل بعد الآن"، وذلك في حال تم انتخاب حزبه.
 
وانتقدت جماعات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية، بما في ذلك مجلس أوروبا، تركيا لسجنها عددا كبيرا من المعارضين منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016.
 
ومعظم المعارضين متهمون بموجب قوانين مكافحة الإرهاب. وقال باباجان: "دع الناس يخرجون من السجون ودع الآخرين يرونهم يخرجون، حتى يتمكن الجميع من البدء في التفكير بحرية".
 
وكانت شخصيات معارضة قد طرحت تساؤلات بشأن سبب بقاء باباجان صامتا لسنوات بينما كان لا يزال عضوا في الحزب الحاكم الذي ضرب بالإصلاحات التحررية عرض الحائط، وهو موضوع طلب أوزدمير من نائب رئيس الوزراء السابق شرحه.
 
وقال باباجان إنه "حاول التعبير عن الانتقادات من داخل الحزب، لكنه غادر بمجرد أن أدرك أنه سيكون من المستحيل حل مشاكل الحزب الذي تآكلت هياكله ومؤسساته الداخلية".
 
واستطرد قائلا: "كان هناك تآكل مماثل لمؤسسات الدولة في ظل حكم حزب العدالة والتنمية، وقد أدى ذلك إلى حدوث مشاكل عميقة في اقتصاد البلاد والتي تفاقمت خلال جائحة فيروس كورونا".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية