كأي طفل يحلم بمستقبل زاهر، كان محمد عبدالله يوسف، مواظبا على تلقي تعليمه الأساسي في مدرسته بمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة، ولم يكن يتغيب عن المدرسة إلا في ظروف قاهرة.
 
ولأن مليشيا الحوثي الإرهابية دأبت على استهداف الطفولة ووأد أحلامها في المهد، رأت أن توجه محمد إلى طريق النزوح وتمنع عنه طريق المدرسة، فكان خيارها تدمير المدرسة التي يرتادها بهدف.
 
فعندما كان محمد يسير إلى مدرسته ذات يوم، شنت مليشيا الحوثي قصفا مفاجئا على المدرسة حينما اقترب الطالب المواظب منها، ورغم أنه أصيب ولم يقتل في القصف العدواني، إلا أنه لاحظ بأم عينيه كيف يتحول مستقبله المنشود الى ركام وأطلال.
 
أصيب محمد بجروح في بطنه، ووجد القوات المشتركة يومها مستعدة لإسعافه إلى المستشفى الميداني، ثم إلى مستشفى المخا الذي ظل يتلقى العلاج فيه حتى استقرت حالته الصحية.
 
مثل محمد حرم المئات من أطفال التحيتا من تعليمهم، وأصبح أغلبهم نازحين يبحثون عن مأوى آمن، وقد ترك أهلوهم منازلهم وأملاكهم ومزارعهم تحت وطأة القصف الحوثي المستمر.
 
زار فريق "2ديسمبر" المكان الذي نزح إليه محمد مع أسرته، هنالك وجد الطفل ولا يزال الجرح بينا على جسده، فيما يذهب والده في تفكير عميق بعد أن ساء وضعهم المعيشي وباتوا يعتمدون على المساعدات الإنسانية في تدبر شؤون حياتهم.
 
كانت الطفولة دائما وما تزال، الأكثر عرضة لجرائم دموية اعتادت المليشيا الحوثية على ارتكابها ضد الأبرياء في اليمن، ولم يكن الساحل الغربي بمعزل عن هذه الجرائم التي لا تستثني أحدا، ولا تفرق بين أسرة وأخرى، ولا كبير أو صغير، ولا رجل أو امرأة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية