اتهمت الحكومة البريطانية، الخميس، "جهات روسية" بمحاولة بلبلة انتخابات ديسمبر/ كانون الأول 2019 عبر تسريب وثائق بشأن المفاوضات التجارية بين لندن وواشنطن. 
 
وأطلقت الحكومة تحقيقا بشأن مصدر التسريبات بعدما انتشرت تفاصيل عن المحادثات مع الولايات المتحدة بشأن اتفاق تجاري محتمل لفترة ما بعد بريكست على موقع "ريديت" للتواصل الاجتماعي.
 
وذكر حزب العمال المعارض الرئيسي آنذاك أن الملفات تثبت أن الحكومة البريطانية "ستبيع" هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى شركات أمريكية.
 
وكان تمويل الهيئة من أبرز الملفات في الحملة الانتخابية قبل اقتراع 12 ديسمبر/ كانون الأول من العام الماضي.
 
ووصف زعيم حزب العمال آنذاك جيريمي كوربن الاتهامات التي أشارت إلى أن روسيا نشرت التسريبات التي استخدمتها حملته على الإنترنت بأنها "نظرية مؤامرة" لكنه لم يوضح كيف حصل حزبه عليها.
 
لكن وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أفاد الخميس أن الحكومة توصلت بعد "تحليل شامل" إلى أن هناك اشتباه قوي بأن المسألة كانت مرتبطة بروسيا.
 
وقال راب في تصريح خطي في البرلمان: "استخلصت الحكومة استنادا إلى تحليل شامل، أنه من شبه المؤكد أن أطرافا روسية حاولت التدخل في الانتخابات التشريعية عام 2019 من خلال نشر وثائق حكومية مسرّبة حصلت عليها بشكل غير مشروع، عبر الإنترنت".
 
ورغم أن الاتهام لم يستهدف الكرملين مباشرة إلا أنه سيتسبب على الأرجح بتدهور العلاقات المتوترة أساسا بين لندن وموسكو.
 
وارتفع منسوب التوتر بين الطرفين بعدما اتّهمت بريطانيا روسيا بمحاولة اغتيال العميل المزدوج السابق سيرغي سكريبال في مدينة سالزبري الانكليزية عام 2018.
 
بدوره قال مشرع روسي كبير قوله الخميس إن مزاعم بريطانيا بشأن تدخل روسيا في الانتخابات من شأنه أن يقوض العلاقات المتدهورة بالفعل بين البلدين ووصف التصريحات بأنها هراء.
 
وقال ليونيد سلوتسكي عضو مجلس النواب الروسي (الدوما): "القيادة البريطانية ترتكب مجددا نفس الأخطاء المعادية لروسيا، ولا تزيد من تقويض العلاقات مع موسكو فحسب بل وسلطتها نفسها أيضا". 
 
ووصف سلوتسكي، رئيس لجنة الشؤون الدولية في المجلس، هذه الاتهامات بأنها "المزيد من الهراء".
 
ويتوقع أن يزداد التوتر الدبلوماسي بعد نشر تقرير طال انتظاره بشأن التدخل الروسي المحتمل في استفتاء بريكست الذي جرى عام 2016 من قبل لجنة الاستخبارات والأمن التابعة للبرلمان البريطاني في غضون أيام.
 
وقال راب عن التسريبات إنه "تم الحصول بشكل غير شرعي على وثائق حكومية حساسة تتعلّق باتفاق التجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة قبل انتخابات 2019 التشريعية ونشرت على منصة ريديت للتواصل الاجتماعي".
 
وتابع: "عندما لم تحظ هذه (التسريبات) بزخم، جرت محاولات إضافية للترويج عبر الإنترنت للمواد التي تم الحصول عليها بشكل غير مشروع قبيل الانتخابات العامة. وبينما لا يوجد دليل على حملة روسية واسعة النطاق ضد الانتخابات العامة، فإن أي محاولة للتدخل في عملياتنا الديموقراطية غير مقبولة على الإطلاق".
 
وأشار إلى وجود تحقيق جنائي جار يمنعه من الإفصاح عن أي تفاصيل إضافية.
 
لكنه تعهّد بأن بريطانيا "سترد على أي أنشطة خبيثة"، وتدعم الخطوة التي اتّخذتها برلين ضد عملية قرصنة روسية محتملة للبرلمان الألماني في 2015.
 
كما أعرب عن دعمه لتحرّك ألمانيا مؤخرا لفرض عقوبات على موسكو بعدما وردت أنباء عن أن جاسوسا تابعا للاستخبارات العسكرية الروسية استهدف كبار السياسيين بينهم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية