عقب إعلان رئيس الوزراء اللبناني حسان دياب استقالة حكومته رسميا، خرج اللبنانيون، للتعبير عن فرحتهم باستقالة حكومة "النكبة"، التي يعتبرونها غير كافية، وطالبوا أيضا بإسقاط الطبقة السياسية. 
 
ويطالب المتظاهرون بإسقاط الطبقة السياسية الحاكمة في لبنان، والتي أدخلت البلاد في نفق مظلم من الفشل الإداري، ورفع شعار "كلن يعني كلن"
 
استقالة دياب جاءت في ظل غياب التقرير الذي كانت الحكومة وعدت أن يظهر بعد سبعة أيام من الكارثة لتوضيح ملابسات ما حصل في مرفأ بيروت، حيث وقع انفجار دمر وجه أجمل العواصم العربية، وخلفت 160 قتيلا ونحو 6 آلاف جريح.  
 
وتوافد المتظاهرون على ساحة الشهداء وسط بيروت وفي محيط البرلمان، للمطالبة باستقالة البرلمان، وإسقاط الطبقة الحاكمة رافعين شعار " كلن يعني كلن".، معربين عن فرحتهم باستقالة حكومة " النكبة".
 
ويستمر الغليان في الشارع، حيث شهدت بيروت خلال اليومين الماضيين تظاهرات غاضبة حملت شعارات "علّقوا المشانق" و"يوم الحساب".
 
وتجددت المواجهات عصر الإثنين بين محتجين غاضبين نزلوا إلى وسط العاصمة مجددا والقوى الأمنية التي بدأت تطلق قنابل مسيلة للدموع.
 
ويطالب المتظاهرون الناقمون أساساً على أداء السلطة، بمحاسبة المسؤولين عن الانفجار ورحيل الطبقة السياسية بكاملها التي تتحكم بالبلاد من عقود.  
 
ولا يظهر في الأفق أي حل للوضع الحالي، إذ لن يكون من السهل تشكيل حكومة جديدة، كما أن إجراء انتخابات نيابية مبكرة في ظل قانون فُصّل على قياس القوى السياسية الممثلة في البرلمان حالياً، قد يعود بالقوى السياسية ذاتها إلى البرلمان، ناهيك عن صعوبة تنظيمها في ظل الفوضى السائدة.
 
وفي ساحة الشهداء حيث يلتقي المتظاهرون المحتجون بشكل يومي، قالت ميشيل، شابة في مطلع العشرينات وهي تحمل صورة صديقتها التي قتلت في الانفجار مذيّلة بشعار "حكومتي قتلتني"، "استقالة الوزراء لا تكفي، يجب أن يحاسبوا".  
 
وأضافت "نريد محكمة دولية تخبرنا من قتلها وبقية الضحايا لأنهم (المسؤولون) سيخفون القضية".
 
وأوقفت السلطات أكثر من عشرين شخصاً على ذمة التحقيق بينهم مسؤولون في المرفأ والجمارك ومهندسون، وتبدو السلطات غائبة تماما على الرغم من الدمار الهائل الذي تسبب به انفجار خلّف حفرة بعمق 43 متراً في المرفأ، بحسب مصدر أمني.
 
وقدّرت الأمم المتحدة بنحو 117 مليون دولار قيمة المساعدات التي يحتاجها لبنان في الأشهر الثلاثة المقبلة لتلبية الاحتياجات الطبية ومتطلبات الإيواء وتوزيع المواد الغذائية وتنفيذ برامج لاحتواء تفشي فيروس كورونا المستجد وغيرها.
 
وتعهد المجتمع الدولي الأحد بتقديم مساعدة عاجلة بقيمة أكثر من 250 مليون دولار، وفق ما أعلنت الرئاسة الفرنسية، على أن تسلّم إلى الشعب اللبناني والجمعيات غير الحكومية مباشرة، في مؤشر إضافي على انعدام الثقة الخارجية بالدولة اللبنانية ومؤسساتها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية