بكل تبجيل كانت أسرة عبدالله تعامل هذا الطفل الذي جاء مختلفا عن كل إخوته، وكان في نظر الجميع مشروع مستقبل طموح، بدأ بزوغ نجمه من مدرسته التي كان يتربع فيها على المركز الأول منذ الصف الأول الابتدائي.
 
والد عبدالله وأمه وأشقاؤه كانوا يحفونه بكل الحب والاهتمام، على عكس نظرة المليشيا الحوثية لهذا الطفل الطموح حيث تكفل أحد ألغامها بإيقافه عن إكمال مسيرة التحصيل العلمي بل وإيقاف أنفاسه أيضا.
 
حينما كان عبدالله عائدا من مدرسته مع خمسة من زملائه، فارقهم في منتصف الطريق ليسلك طريقا مختصرة إلى المنزل لتناول الغداء التي لا تبدأ مأدبته إلا بحضور هذا الطفل العزيز على قلوب أهله.
 
في الأثناء كان والد عبدالله يترقب عودة نجله من على كثيب رملي مطل على السهل، وحينذاك دوى انفجارٌ هائل، لاحظ الأب نجله يتطاير أشلاء في الهواء، ولاحظ زملاؤه كيف طارت كتبه ودفاتره في الهواء، لتصعد روحه إلى بارئها.
 
هرع الأب لإنقاذ نجله، لكن الوصول إلى مكان الانفجار الموبوء بالألغام الحوثية لم يكن بالأمر اليسير، فيما غابت أم عبدالله عن الوعي من شدة صدمتها بما حل بفلذة كبدها، قبل أن تسوء حالتها وتفقد مع الأيام عقلها ولا زال هذا حالها حتى اليوم.
 
 شقيقُ عبدالله هو الآخر لم ينجُ من تبعات الجريمة، حيث أصيب بفشل كلوي من جراء الصدمة ما أدى إلى وفاته متأثرا بالمرض، ذاك لأن صغير العائلةِ كان أملَ الجميعِ مستقبلا، فصار شهيدَهم وشفيعهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية