لا يعتقد من يرى الطفل غسان النهاري (12عاما) أنه يبصر بعين واحدة فقط؛ لكن غسان لا يخفي هذا الحدث الجلل عن زائريه، يخبرهم بتفاصيل كل ما حدث له ولأسرته على أيدي مسلحي المليشيا الحوثية في الساحل الغربي.
 
وكالة "2 ديسمبر" نفذت عبر فريق لها زيارة خاصة للقاء غسان الذي يقطن حاليا نازحا مع أسرته، في قرية السقف بمديرية التحيتا، لاجئين إلى هناك من منطقة الجبلية في ذات المديرية، لتجنب القصف الحوثي والقنص والاستهداف الممنهج للمليشيا الكهنوتية.
 
لجوء هذه الأسرة إلى السقف، جاء بعدما فقدت كل شيء وتركته خلفها، منزلها، ومزارعها، ومواشيها، وأغنامها، وأرضها التي تركتها مكرههة بسبب جبروت المليشيات الحوثية، والخسارة الكبرى عين غسان التي أطفأ الحوثيون بصرها.
 
أثناء حديثنا مع الأسرة سمعنا تفاصيل مؤلمة من بعض أفرادها.
 حكاية غسان ابن الاثني عشر ربيعاً أنه ذهب في إحدى الصباحات مع جدته إلى مزرعتهم لسقيها، وإذا بقذيفة هاون تسقط بقربهم لتصيب غسان شظية منها في عينه اليمنى وتفقده النظر.
 
حدثنا والد غسان كذلك عن معاناة نزوحهم إلى أن استقر بهم الحال بقرية السقف حيث وجدوا الأمان، وحصلوا على مساعدات إنسانية من قبل المنظمات والجهات التي تعمل بالمناطق المحررة، أبرزها الهلال الأحمر الإماراتي.
 
يقول الأب إنه كان بالإمكان إنقاذ عين غسان، لكن الحالة المادية حينها حالت دون ذلك، وكل ما فعله أنه عرضه على مركز صحي بعد أن باع كل ما بيديه لعلاجه، غير أن الجهود تلك لم تحقق الأمل المنشود وانتهى الحال بغسان فاقدا للبصر.
 
 لقد أضحى غسان اليوم ضحية من ضحايا المليشيا الحوثية، طفل ليس له ذنب سوى أنه بريء، ولكن في عرف المليشيا لا تفريق بين هذا وذاك، ولا بد أن يكون الأطفال أكثر ضحاياها، وأحدهم غسان النهاري.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية