كشف تقرير لرويترز تفاصيل عن "ليلة اقتحام الميليشيات التابعة لإيران" للمنطقة الخضراء الحكومية المحصنة في العاصمة العراقية بغداد، مبينا إن التحقيق في تلك الليلة بين لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي "مدى قلة أصدقائه".

وقال التقرير إن عناصر الميليشيات كانوا غاضبين من اعتقال رفاق لهم بتهمة إطلاق صواريخ على أهداف منها سفارة الولايات المتحدة، وخلال المواجهة التي استمرت ساعات احتجز عناصر ميليشيا حزب الله من قبل أفراد في قوة مكافحة الإرهاب التي تحمي المنطقة الخضراء.

وبحسب التقرير فقد أصدر "زعيم عراقي كبير له علاقات قوية مع إيران" تعليمات لقائد القوة الخاصة المكلفة بحماية المنطقة الخضراء، اللواء شهاب الخيكاني، بـ"عدم الوقوف في طريق الميليشيات التي كانت تقتحم المنطقة".

وينقل التقرير معلومات عن مسؤولين أمنيين عراقيين إن "الزعيم الكبير حذر الخاقاني من أن الصدام سيفتح أبواب الجحيم"، بين الميليشيات والقوات التي تحرس المنطقة.

وأكد مسؤول أمني ومصادر الميليشيا هذه المكالمة وقالوا إن قادة الميليشيات أخبروا الخيكاني في محادثات هاتفية أخرى تلك الليلة بتجنب أي مواجهة مع المليشيات المدعومة من إيران.

وقال مسؤولان أمنيان لرويترز إن "الكاظمي كان في المنطقة الخضراء في تلك الليلة، وعلم بالمحادثات الهاتفية مع قائد أمن المنطقة بعد أسبوع مما "تسبب له بصدمة" بعد معرفة مدى قوة خصومه.

ولسحب مقاتلي الفصائل اضطر الكاظمي للجوء إلى خصومه فاتصل بالقادة ذاتهم والزعيم العراقي الكبير الذي تربطه صلات بإيران وهو نفسه الذي علم الكاظمي فيما بعد أنه طلب من الخيكاني عدم التحرك في تلك الليلة.

وعزل الكاظمي قائده الأمني فور انتهاء التحقيق، كما شرع بحملة لتبديل القيادات الأمنية، وعين رئيسا جديدا لقوة حماية المنطقة الخضراء هو عسكري خريج كلية ساند هيرست البريطانية.

وقال التقرير إن الاتصالات التي اعترضتها أجهزة الأمن العراقية ليلة 25 يونيو أقنعت الكاظمي بأنه على الرغم من دعم الولايات المتحدة له فإنه لم يكن بإمكانه الوثوق بقوات الحكومة العراقية لوقف الميليشيات المدعومة من إيران التي تنتشر خارج مكتبه.

وتعهد الكاظمي، منذ توليه منصبه، بالحد من سيطرة الميليشيات المدعومة من إيران "لكنه يعمل في واقع سياسي معقد يحد من قدرته على إجراء تغييرات"، كما يقول مسؤولون أمنيون وقادة ميليشيات وسياسيون كبار ودبلوماسيون غربيون.

وفي الآونة الأخيرة وجد رئيس الوزراء نفسه مضطرا للتعامل مع تهديد من واشنطن بإغلاق السفارة الأمريكية إذا لم يستطع أن يوقف هجمات الفصائل الموالية لإيران الصاروخية التي تستهدف الولايات المتحدة ومطالب الفصائل بإخراج القوات الأمريكية وإلا فإنها ستصعد هجماتها على الأهداف الغربية.

وقال دبلوماسي غربي "الأمريكيون يريدون أن يواصل الكاظمي حملته بوتيرة أسرع. وهو يقول لا يمكنني ذلك دون الإطاحة بحكومتي أو إشعال حرب أهلية".

وقال أحمد ملا طلال المتحدث باسم الحكومة العراقية إن رئيس الوزراء نفذ تغييرات كثيرة في قيادة قوات الأمن غير أن توقع الإصلاح الكامل في غضون خمسة أشهر مطلب غير واقعي.

وأضاف "الإجراءات الكبيرة التي أجراها القائد العام للقوات المسلحة السيد الكاظمي لا يمكن وصفها بالبطء" بسبب سوء إدارة النظام الأمني من جانب الحكومات السابقة على مدى الأعوام السبعة عشر الماضية.

ووصف الحديث الأمريكي عن إغلاق السفارة بأنه "خطوة مقلقة للحكومة العراقية" غير أنه أضاف "لا توجد أي ضغوط من أي جهة كانت من أجل تسريع أي خطوة".

ولم يرد المتحدث على أسئلة محددة عن المكالمة التي جرت في 25 يونيو أو رد الكاظمي عليها.

وقام الكاظمي بإجراء تعيينات وتبديلات في القوات الأمنية العراقية من أجل "تحقيق التوازن" وجلب عناصر أقدر على ضبط الأمن.

غير أن ساسة عراقيين ودبلوماسيين غربيين يقولون إن بعض التعيينات كانت استرضاء لأحزاب سياسية من بينها جماعات يحتاج الكاظمي إليها كثقل مواز في مواجهة المعسكر المؤيد لإيران بل وبعض الشخصيات التي تنهج النهج الإيراني.

وينتمي حسين ضيف النائب الجديد لوزير الداخلية إلى حزب رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، الشعبوي الذي لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، والذي يعارض بصفة عامة النفوذ الإيراني غير أنه ينحاز لإيران عندما يكون ذلك في مصلحته.

أما مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي الذي سبق أن شغل منصب وزير الداخلية فهو عضو في منظمة بدر المتحالفة مع إيران والتي هيمنت لفترة طويلة على وزارة الداخلية.

وقال الدبلوماسي الغربي "الكاظمي يتعرض لضغوط هائلة من كل الكتل السياسية التي تواصل الإصرار على مناصب بعينها. وهو يحاول صدها لكن لا يمكنه تجاهلها بالكامل. ولذا اضطر إلى قبول تعيينات ربما لم يكن يرغب فيها".

وقال التقرير إن "قائد كتائب حزب الله الذي قاد رجاله عبر المنطقة الخضراء في يونيو، عبد العزيز المحمداوي (أبو فدك) يشغل مكتب قائده أبو مهدي المهندس في المنطقة الخضراء وفقا لما قاله مسؤولون بالفصائل.

كما أنه منذ تولى الكاظمي منصبه لم يُقدم أحد للمحاكمة بتهمة شن الهجمات الصاروخية أو قتل ناشطين مؤيدين للديمقراطية رغم أن ذلك كان من وعوده الرئيسية.
 
وقال الديبلوماسي الغربي لرويترز إن "الأميركيين يريدون أن يذهب الكاظمي إلى ما هو أبعد في ملاحقة الميليشيات لكنه رد عليهم بأنه "لا يريد إشعال حرب أهلية أو الإطاحة بالحكومة".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية