تغني الصورة عن الكلام أحياناً، لكن في قرية منظر بمحافظة الحديدة، لا الصورةُ ولا الوصف يمكن أن يعبرا عن مأساة هذه القرية، التي تكاد تكون رمزًا لحجم المعاناة الإنسانية في الحديدة، وشاهدًا لا يفنى على إجرام مليشيا الحوثي.
 
 قصف حوثي يومي يهد أسقف البلدةِ على ساكنيها، ومع كل قذيفةٍ تسقط في منظر المعرضةِ أكثرَ من غيرها من القرى لقصف الحوثيين، لا بد من ارتقاءِ شهيد، أو نزوحِ أسرة، أو على الأقل سقوطِ جرحى.
 
مساجدُ ومنازل ومراكز صحية وبنى تحتية مختلفة تحولت إلى أنقاض، والمئات من السكان سقطوا قتلى وجرحى جراء همجية القصف العدواني لمليشيا الحوثي، عوضا عن آلاف الأبرياء الذين تركوا منازلهم ونزحوا في وجهاتٍ مختلفة، ومن لا زالوا في منظر يترقبون كل حين سقوط قذيفة أو سقوطَ شهيد.
 
لقد تحولت منظر التي كانت تزخر بالحياة كونها الأقرب إلى مدينة الحديدة، إلى مدينة أشباح، وبالكاد يستطيع سكانها قضاء حياتهم فيها بعد أن دمرت المليشيا بناها التحتية والمراكز الخدمية والطبية وغمرتها في السابق بحقول ألغام شائكة.
 
هي قرية واحدةٌ من مئات القرى في الساحل الغربي، تجسد واقعًا مُراً تعيشه محافظة الحديدة في ظل عدوانٍ حوثيٍ مستمر، يستتر بغطاء ستوكهولم الذي وقف عائقًا أمام مواكبِ التحرير لكنه لم يقف عائقًا أمام نزعة المليشيا لقتل المدنيين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية