وثّقت منظمة "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة" عمليات نقل لأكثر من ألفي مقاتل سوري إلى أذربيجان، بدعم وتسهيل من تركيا، للمشاركة في القتال إلى جانب الجيش الأذربيجاني ضد أرمينيا

ودعمت المنظمة توثيقها بشهادات وصور وفيديوهات، أكدت من خلالها نقل المئات من المقاتلين الحاليين والسابقين وعشرات المدنيين من سوريا، عبر الأراضي التركية، من أجل القتال كـ "مرتزقة" إلى جانب الحكومة الأذربيجانية.

جاء ذلك ضمن تقرير مفصّل نشرته المنظمة الحقوقية الإثنين، وكشفت فيه أيضاً عمليات نقل لـ 150 من الجهاديين القوقاز نحو أذربيجان، وهم مقاتلون أجانب كانوا قد قاتلوا في سوريا، في السنوات الماضية، ضمن فصيل "أجناد القوقاز".

وينشط "أجناد القوقاز" في ريف محافظة اللاذقية، في كل من جبل التركمان وجبل الأكراد، وأجزاء من محافظة إدلب، التي تخضع مساحات واسعة منها لسيطرة "هيئة تحرير الشام". 

على دفعات

وحتى 13  من أكتوبر الماضي، قالت المنظمة الحقوقية إنها رصدت نقل مالا يقل عن 2000 مقاتل سوري إلى أذربيجان (على دفعات تألفت من 250 مقاتل في كل دفعة).

وينخرط المقاتلون ضمن تشكيلات "الجيش الوطني" المدعوم من تركيا، والذي يتبع بدوره لـ"الحكومة السورية المؤقتة"، وهو المظلّة السياسية للقوى السورية المعارضة، ومقرّه اسطنبول.

وأشارت المنظمة إلى أنها تمكنت من توثيق عمليات تجنيد عشرات المدنيين، لم يسبق لهم الانخراط في العمليات العسكرية داخل سوريا بتاتاً، واضطروا لقبول "العرض التركي"، بسبب الأوضاع الاقتصادية المزرية في سوريا والحاجة المادية

وقد تمّت عمليات التجنيد بشكل أساسي في المناطق الخاضعة للسيطرة التركية (فصائل المعارضة)، منها منطقة عفرين (مناطق غصن الزيتون) بشكل أساسي.

وبحسب الشهادات التي حصلت عليها "سوريون من أجل الحقيقة والعدالة"، فقد طلبت الأجهزة الأمنية التركية البدء بتسجيل أسماء الراغبين بالقتال في أذربيجان منذ الأيام الأولى من شهر سبتمبر 2020.

لكنّ بدأت عمليات تسجيل الأسماء فعلياً بتاريخ 13 من الشهر ذاته، حيث قادت عمليات التجنيد فصائل معروفة بارتباطها الوثيق مع الحكومة التركية منها: "فرقة السلطان مراد"، وجلّهم من المقاتلين التركمان، و "لواء سليمان شاه"، المعروف باسم العمشات" وفصيل "فيلق المجد" وفصيل "فيلق الشام".

وأوضحت المنظمة الحقوقية أنها تتبعت سير رحلات الطائرات العسكرية التركية التي يُعتقد بأنّها نقلت المقاتلين من تركيا إلى أذربيجان، استناداً إلى المعلومات التي وردت في شهادات الضبّاط والمقاتلين الذين تمّ نقلهم، كما جمعت المعلومات والأدلة المتوفرة في المصادر المفتوحة وتحليلها.
 

وتدعم أنقرة الجيش الأذربيجاني في مواجهات دامية اندلعت في 27 سبتمبر الماضي في ناغورنو قره باغ مع الانفصاليين الأرمن، وأثارت تنديدا دوليا واسع النطاق واتهامات لتركيا بإرسال مقاتلين سوريين موالين لها

وخلال الأسابيع الماضية، تتالت الدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لعشرات الشبان السوريين القتلى في معارك قره باغ


ومن بين القتلى، الذين تمكن "موقع الحرة" من توثيقهم: "الرائد"كنان فرزات أبو محمد وياسر فرزات أبو عمر وبلال الطيباني ووليد الأشتر أبو باسل". وهم سقطوا في سبتمبر الماضي، بعد وصولهم بأيام إلى محيط إقليم ناغورنو قره باغ، وينحدرون من مدينة الرستن بريف حمص، وكانوا قد وصلوا إلى ريف حلب، بموجب اتفاق التسوية الموقع في عام 2018.


ويتبع معظم العناصر الذين يقاتلون في الإقليم لفصائل منها  "فرقة الحمزة"، و"السلطان مراد"، و"لواء سليمان شاه" الملقب بـ"العمشات" نسبة لقائده "محمد الجاسم أبو عمشة"، حسب مصادر "موقع الحرة".

وتتلقى الفصائل المذكورة دعما عسكريا ولوجستيا من تركيا، وتنشط في مناطق الشمال السوري، وخاصة في منطقة "درع الفرات" و"غصن الزيتون"، بالإضافة إلى منطقة "نبع السلام" في شرق سوريا.

 

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية