بلغة القتل فحسب، يبدعُ الحوثيون في التعامل مع المدنيين بالحديدة. كل بقعةٍ على أرض تهامة، سلة غذاء اليمنيين الملغومة بحقد الكهنوت، تشبعت بدم طاهر سكبته أجسادٌ بريئة نالت منها وحشية الحوثيين بالقتل، فأزهقت أرواحها.
 
هي تلك الصورة التي تتطور ولا تتغير، فبدلاً من شهيد يرتفع العدد إلى أضعاف، ومن تهجير قرية يوسع الحوثي عمليات التشريد إلى عشرات القرى، يبدي طمعه دائما بزيادة رقعة الألم في صدور الناس الذين نالوا نصيبًا قاسيًا من تلك الانتهاكات، وما زالوا يدفعون الضريبة.
 
من كيلو ستة عشر، فضلت أم إبراهيم، وهي امرأة في العقد الرابع من العمر، النزوح على البقاء في مسقط رأسها، بعد أن نصب الحوثيون دبابةً تحصنت خلف منزلها، وما كان على الأسرة إلا النزوح إلى منطقة الشجيرة في الدريهمي.
 
يروي الطفل أحمد، أحد أفراد العائلة، أنهم كانوا يعيشون في ظرف خوف دائم، نتيجة تواجد دبابة وراء منزلهم ببضعة أمتار، اعتادت على إطلاق القذائف يوميا نحو منازل المواطنين ومواقع القوات المشتركة، فكان قرار النزوح بالنسبة له انفراجة ونجاة، وأملا بحياة أفضل.
 
لم تمضِ سوى أيامٌ قلائل على النزوح إلى الشجيرة، فإذا بقذيفة أطلقها الحوثيون تسقط في المنزل، مخلفة خمسة ضحايا بينهم أطفال، وكلهم من أسرة واحدة.
 
تقول أم إبراهيم، لـ "2 ديسمبر" إن هذا الأخير طفل لقي حتفه في القصف، إضافة إلى زوجها، وابنها الآخر وزوجته وابنته. مشيرة إلى أن بعض هؤلاء الضحايا لم يعثر على أجسادهم إلا بعد أيام تحت الأنقاض.
 
لقد أصبحت أم إبراهيم، أرملة ثكلى، تعيش سارحة دائما، وكأنها في اللا وجود، ولا تزال صابرة تنتظر الأيام والسنوات لتمر، عله يأتي الوقت الذي يُنصف فيه المستضعفون، من جرائم مليشيا الحوثي.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية