لم تتقبل مليشيات الحوثي الإرهابية وجود شخص من غير السلالة في المنصب الأول بمحافظة ذمار وسط اليمن حتى وإن كان القيادي المدعو محمد البخيتي الذي باع منزل والده ليدعم هيئة التصنيع الحربي وهذا ما أعلنه بلسانه.
 
ومنذ نحو عقدين من الزمان والمدعو محمد البخيتي خادم مطيع في حضرة صاحب الكهف زعيم عصابة الكهنوت عبد الملك الحوثي حيث لم يصل أحد من قيادات المليشيا إلى مستوى إخلاصه لمسيرة الشر الحوثية.
 
راكم المدعو البخيتي أكواما من الجثث في ثلاجات المشافي لمقاتلين من محافظة ذمار ساقهم إلى محارق الموت ولم يعد حتى قادرا على التعرف على هويات الكثيرين منهم والذين يتم دفنهم كمجهولي هوية.
 
وحين عين زعيم الميليشيا، المدعو البخيتي خلفا للمحافظ الحوثي السابق الذي قدم استقالته احتجاجا على مصادرة صلاحياته حاول البخيتي أن يمارس صلاحيات المسؤول الأول في المحافظة غير أنه وجد مسؤولا أصغر منه منصبا "وكيل المحافظة" وهو شاب صغير يتحكم في كل شؤون ذمار.
 
اصطدم المدعو البخيتي بالقيادي الحوثي المدعو فهد المروني المكنى "أبو شرف" مبكراً، فعمل على إيقاف كل صلاحياته في ذمار كونه صاحب القرار.. غير أن المدعو البخيتي صعق حين وجد كل القرارات والإجراءات التي تحتاج لموافقة القيادات الحوثية في مكتب المدعو أحمد حامد وغيره من قيادات المليشيا في صنعاء تتوقف ولا يتم قبولها لأن أبو شرف المروني هو المسؤول الفعلي بينما البخيتي مجرد ديكور على جدار مقابر ذمار يودع الجنائز ويرسل المغرر بهم للموت في الجبهات.
 
طالب المدعو البخيتي بتعيين شخصيات قبلية في مناصب محافظة ذمار غير أن كل الترشيحات التي رفعها حتى على مستوى مديري المديريات رفضت من صنعاء وصعدة؛ لأن البخيتي ليس معنيا باتخاذ القرارات بقدر ما هو حانوتي ومتسول يجمع الجبايات ويفرضها على القبائل لتمويل حرب الإماميين الجدد.
 
رفع  البخيتي شكواه إلى زعيم المليشيات الحوثية وكان أمله كبيرا أن ينصف إخلاصه طيلة هذه السنوات غير أنه - وحسب تسريبات مررتها قيادات حوثية من خارج السلالة - فقد كان رد زعيم المليشيا أنه لا يمكن أن يسمح بالانتقاص من جهود من وصفهم بـ"المجاهدين".. فالمدعو أبو شرف المروني "مجاهد" ، بينما العكفي محمد البخيتي لم يصل بعد إلى هذه المرتبة حتى وإن باع مرقد والده ليمول حرب زعيم المليشيا.
 
قبل أيام كان المدعو محمد البخيتي قد جمع رموز قبائل ذمار والتجار وملاك العقارات وفرض عليهم دفع مبالغ باهظة لتمويل ما تسمى هيئة التصنيع الحربي الحوثية التي تدار من قبل خبراء إيرانيين، وشدد على ملاك العقارات أن يبيعوا جزءا من أرضهم ويوردونها للتصنيع الحربي، ونبه الجميع إلى أن التبرعات لن تكون مجهولة بل كل مبلغ يحدد من تبرع وذلك من أجل معرفة نسب الجباية.
 
وتفيد معلومات بأن قيادات المليشيا الحوثية تبحث عن بديل لمحمد البخيتي في قيادة محافظة ذمار على أن يتم تعيين الأخير نائبا لمدير مكتب الرئاسة الحوثية، وهو منصب هامشي في ظل نفوذ القيادي الحوثي المدعو أحمد حامد الذي حجّم حتى صلاحيات المدعو مهدي المشاط الذي يسمي نفسه رئيسا.
 
البخيتي والمشاط وكثير من المتواجدين في مناصب داخل المليشيات الحوثية يمثلون أنموذجا لاحتقار السلاليين لغيرهم من الزنابيل الذين مهمتهم الأساسية خدمة مسيرة الكهنوت عبيدا وليسوا قادة.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية