بحذرٍ قد لا يفي باحتياطات النجاة يحاول سكان حي المُسنا في مدخل مدينة الحديدة إعادة الحياة إلى مزارعهم التي ظلت مهجورةً لفترة طويلة بسبب حقول شائكة من الألغام زرعها الحوثيون في أرجاء الحي قبل طردهم منه.
 
ومع أن السكان هناك يتخذون أكبر قدر من الحذر في الحي أو التنقل في المزارع، إلا أنهم يقعون في فخاخ ألغام الموت التي حوّلت المُسنا إلى بلدة تفيضُ بقصص الموت ومآسي الفقدان نتيجة تلك الألغام.
 
لقد ظل حي المسنا اسمًا يذكر مع كل حادثة أليمة في الحديدة تقف وراءها المليشيا الحوثية، كأنما الحي صار رمزًا للمعاناة الإنسانية نظرًا لكثرة حالات الموت والإصابة التي تعرض لها السكان هناك جراء الألغام المدفونة.
 
ذات ربيعين من العمر ودهرٍ من اليُتم، تتعلق فاطمة بجسد ابن عمِها الذي يرعاها منذ استشهاد والدها داود، المزارع الذي قضى بلغم من مخلفات المليشيا الحوثية بعد فترة وجيزة على وفاة والده (جد فاطمة) بلغم آخر جعل الطفلة هذه تعيش يتمًا مركبًا لا تدرك تبعاته وهي في هذا العمر.
 
تحدث "مهدي خبيش" الذي تعلقت به فاطمة منذ استشهاد والدها، عن قصص أخرى كثيرة انتجها إرهاب المليشيا الحوثية في المسنا، كما حصل مع شخص يعرف باسم "جلاجل" استشهد مع زوجته ونفق قطيع من إبله في حقل ألغام حوثي.
 
يقول مهدي لـ وكالة 2 ديسمبر إن استشهاد عمه وابن عمه خلف حزنًا وألمًا لدى أسرتيهما، أما الطفلة فاطمة التي يحاول مهدي تعويضها قدر ما أمكن عن خسارة أبيها، لاتزال تجهل حجم المأساة التي تسببت بها المليشيا عندما حرمتها إياه وهو يعمل آمنًا مطمئنًا في مزرعته.
 
ويشهد خبيش على تلك الجهود المضنية التي بذلتها القوات المشتركة ولا تزال تبذلها بمسح المناطق التي تظهر فيها الالغام من حين لآخر؛ لكن الكثافة العددية والعشوائية لتلك الألغام تجعل منها خطرًا يتربص بحياة المدنيين العُزّل.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية