في ذكرى مصرع شقيقه مؤسس مسيرة الشر ظهر زعيم عصابة الكهنوت متحدثا عن فتوحات الصرخة وإنجازات العصابة وأثر هويتها الإيمانية في الحفاظ على اليمن من الحرب التغريبية ومحاولات السيطرة اليهودية على البلد.
 
بهكذا خطاب عدمي تجاوز المنطق والواقع أحيا المدعو عبد الملك الحوثي ذكرى تخلص اليمن من شرور مؤسس عصابة عبثت به أرضا وشعبا وإنجازا وهوية وأحالت حياة الملايين معاناة مستمرة.
 
بكثير من السطحية التي وصلت حد السذاجة يعتبر عبد الملك الحوثي لبس البنطلون من قبل اليمنيين نتاج حرب خارجية سعت وتسعى إلى إفقادهم هويتهم القتالية والثقافية والزي التقليدي الذي يشكل حسب زعيم المليشيا هوية قتالية.
 
وباستماتة حاول زعيم المليشيا تبرير مشروعية ما قام به مؤسس العصابة الإمامية بنسختها الجديدة باعتبار ذلك تحرك إنقاذ لليمن من الغلاء والفقر وضياع الثروات غير أنه لم يخجل وهو يتحدث عن أسعار المشتقات النفطية المرتفعة في عهد النظام السابق بعد أن وصلت الأسعار بسبب مغامرته التدميرية للبلاد إلى أرقام فلكية.
 
وما يثير السخرية في حديث زعيم المليشيا السامج الليلة هو انزعاجه من تسمية وزير خارجية أمريكا السابق للحوثيين بالمنظمة الإرهابية في قرار التصنيف الذي ألغته إدارة بايدن، سبب انزعاج عبد الملك الحوثي ليس لأنه صُنف ومليشياته كإرهابيين بل لأنه تمت تسميتها منظمة.
 
وحاول توضيح كيف أنهم ليسوا منظمة ولا يمنحون من ينتمي إليهم بطائق تعريفية بإشارته إلى أنهم شعب وتيار عريض، وهي محاولة سخيفة من قبله لتجاوز الشعور بالعزلة والدونية في تعاطي الآخرين معهم خصوصا الخارج.
 
وخلال نحو 100 دقيقة من التوضيحات غرق زعيم عصابة الكهنوت في تفاصيل هامشية تمجد مليشياته ومسيرة الشر التي يسميها قرآنية ويعتبر مؤسسها منقذا للشعب من السقوط الذي كان ينتظره على أيدي إسرائيل وأمريكا حسب هذيانه.
 
وخلافا لخطاباته التي كانت ترافق هجمات مليشياته على بعض المحافظات والجبهات لم يتطرق زعيم العصابة الكهنوتية إلى معارك مأرب وتعز وغيرها من الهزائم التي تتجرعها مليشياته بل أكد مواصلة القتال وهذا يعطي دليلا إضافيا على أنه لم يعد صاحب القرار العسكري، بل مندوب الحرس الثوري في صنعاء " ايرلو " بينما هو ليس سوى واعظ يتحلى بالكثير من صفات المنافقين.
 
ليس هناك ما يسعده فيما يحصل إلا أنه أصبح ضمن محور الشر الذي يدعي المقاومة في حين كل حروب هذا المحور الإيراني ضد شعوب المنطقة، واليمن آخر ضحايا هذا المحور الذي يحلق بأجنحة طهران وعقيدة ثورة الخميني الفارسية.
 
الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني يراها عبد الملك الحوثي مجرد أدوات لتفتيت المجتمع الذي وحدته مسيرته "القرآنية" وعمل هذه المنظمات يفسد المجتمع ويجعله يرفض القتال ويلبس البنطلون ويتخلى عن السلاح.
 
لم تعد خطاباته تحمل مواقفا يمكن أن يبني عليها المراقبون للوضع في اليمن تصورات معينة بل ارتدى ثوب الدرويش موزعا هرطقاته المخبولة وهذيانه الفارغ من أي مضمون حد اعتباره شقيقه الهالك صلة مع السماء، ومهمتهم إنقاذ الأمة من واقعها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية