اعتقد من تابع الخطاب الأخير لقائد عصابة المليشيا الحوثية أن الإيحاءات والابتسامة الساذجة التي رافقت حديثه عن دور الإعلام والمخابرات في توضيح أدلة المؤامرة أن هناك وجبة دسمة في الطريق خصوصا وأن الخطاب تركز حول نظام الزعيم الشهيد علي عبد الله صالح والولايات المتحدة الأمريكية.
 
غير أن الأدلة والوجبة الدسمة لم تكن سوى فضيحة كبيرة كشفت كيف تحول قائد عصابة الإرهاب والإجرام الحوثية إلى أضحوكة وهو يبني خطابا استمر ساعة ونصف على معلومات غير صحيحة وأنه لم يعد سوى بوق يردد دون أدنى إدراك كل ما يصل إليه من معلومات زائفة وأكاذيب غبية.
 
هذا الدعي الحوثي المنفوخ كالبالون في إعلامه وأمام مليشياته الإجرامية مغمور بالجهل ولا يفقه شيئا في التاريخ ولا في الأحداث رغم أنه عاصرها وأن كل ما يصل إليه من دوائر مليشياته عبارة عن توجيهات يبتدعها الضباط الإيرانيون ويحاول الضباط المحسوبون على المليشيا إخراجها بصورة مقبولة لكنها تتحول إلى مادة للسخرية والتندر في أوساط الناس.
 
في حديث مسرب ظهر يشكو سرقة قيادات مليشياته للأغنام والمواشي التي يفرضون على البسطاء التبرع بها للمجهود الحربي، كما بدا ساذجا وهو يصدق أن السيول تطمر أكواما من السلاح وضعها المشرفون في مجراها صيفا، هل هناك عاقل يمكن أن يقبل هذا التفسير الغبي لسرقة المشرفين للسلاح وبيعه ويقولون لقادتهم أن السيول جرفته؟!.
 
ما هو مؤكد أن قيادات المليشيا الحوثية مجرد لصوص لم تسلم منهم لقمة الفقراء، سرقوها من فم الجياع، وهذا ما شاهده العالم كله، غير أن ظهور زعيم العصابة بهذا المستوى من السذاجة يطرح تساؤلات عن هوية القيادة الحقيقية للمليشيا وكيف له أن يصدق تضليل قياداته بهذه البساطة والخفة.
 
ليس هناك إنسان يملك ذرة من العقل يمكنه أن يصدق الإرهابي عبدالملك الحوثي حين يقول إن الدواء الذي يصل إلى اليمن ملوث بفيروسات الإيدز والكبد والسرطانات والأمراض الفتاكة، لكن كيف يصدق زعيم المليشيا ذاته هذا التضليل الذي يصل إليه من قياداته؟! ولماذا تنهب مليشياته هذا الدواء وتحوله لعلاج جرحاها دون أن تخشى عليهم من الإيدز والسرطان وفيروس الكبد؟!.
 
ما يقوله زعيم عصابة الكهنوت الحوثي يعود باليمنيين إلى بدايات القرن العشرين وقبل ثورة 26 سبتمبر وكيف كان الأئمة يتعاملون مع الشعب من خلال التضليل والكذب واعتبار السينما عالم الجن والقطران هو العلاج الذي يهرب منه الجن حيث يكرر هو ذات المنطق الذي يتجاوز العقل.
 
ماذا يمكن للعالم أن يقول، أو من يسمع زعيم المليشيا الحوثية وهو يتحدث عن البنطلون باعتباره مؤامرة لمنع اليمني من لبس الجنبية وأن تواجد اليهود اليمنيين في بلادهم الأصلية اليمن مخطط لاحتلال إسرائيل للبلد؟!.
 
الظهور الأخير لزعيم المليشيا الحوثية يؤكد أن نظرية الاقتصاد التي ستنعش اليمن من خلال بيع الأحجار والتي قالها بداية الانقلاب قد تطورت ليكون عدم لبس البنطلون شرطا في التزامات اليمنيين لهزيمة أمريكا، ورعي الأغنام هي الثروة التي لن نحتاج معها إلى الرواتب والتجارة.
 
إصرار عجيب على أن تنشر المليشيا عاهاتها العقلية، وجهلها المطبق بأبسط قوانين الحياة والمجتمعات، وفوق ذلك تقدمها على لسان كاهنها ذي الخرف المبكر جدا، على أنها كشوفات خارقة لخفايا وبواطن الأمور، وهي كذلك حقا حيث لا يعلمها أو يفهمها إلا الراسخون في الجهل كسيدهم المطمور في غياهب نرجسية خرقاء.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية