لا يحتاج العالم ربما إلى أدلة تثبت أن طهران وحرسها الثوري ومندوب خامنئي في اليمن هم أصحاب القرار في صنعاء التي تسيطر عليها مليشيات الحوثي غير أن الذي يجهله العالم أن قادة المليشيا ليس من حقهم حتى الظهور إعلاميا لإبداء مواقف تجاه التطورات في المنطقة.
 
ما قاله مندوب الحرس الثوري من صنعاء الليلة كرد على المبادرة السعودية يعد صفعة وفضيحة لم يحدث أن تعرضت لها كل عصابات الارتهان والعمالة حتى من تمتهن القتل بالأجرة.
 
خرج بالأمس المدعو محمد علي الحوثي ليعلن أن موقف المليشيات الحوثية من المبادرة السعودية سيعلنه زعيم العصابة عبد الملك الحوثي بعد 4 أيام وكأنه كان حينها يرد على مواقف أعلنها قادة حوثيون بينهم المدعوان محمد فليته والعجري وأخرون صعروا مواقف بغرور متصنع.
 
فيما جاء مندوب الحرس الثوري الإيراني اليوم ليعلن موقفا من المبادرة هو الذي سيكون في النهاية موقف المليشيات الحوثية حتى إن كانت غير مقتنعة بهذا الموقف غير أن الأهم هو أن الضابط الإيراني حسن إيرلو حاكم صنعاء الجديد أراد ان يقول للمدعو عبد الملك الحوثي والعصابة الحوثية أنه لا داعي لتعلنوا مواقف ولو من باب الاستهلاك السياسي.
 
ما الذي سيقوله زعيم عصابة الموت والإرهاب والخراب عبد الملك الحوثي في 26 من الشهر الجاري، وهل بقي لديه ذرة من الحياء والمروءة وهو يحشد كل من يقطنون في مناطق سيطرة ميلشياته ليعلن لهم موقفه من المبادرة السعودية.
 
 لم يعد عبد الملك الحوثي يملك حتى حق القول باستثناء التنظير لكيفية بناء هوية جديدة وملاحقة الرسوم والشعارات الموجودة على جدران المطاعم والمحلات التجارية وتشابه الألوان مع شعارات تستهدف الدين والهوية اليمنية، على حد تعبيره السخيف .
 
كل منصات التواصل الاجتماعي تعيش خلال الساعات الماضية سخرية مهينة وتندراً بشتى مصطلحات الشماتة من الواقع الذي وصلت إليه مليشيات الحوثي وكيف تحولت إلى مجرد دمية رخيصة يعبث بقرارها ضابط واحد من الحرس الثوري الإيراني بمسمى سفير.
 
دخل مندوب الحرس الثوري كاللص إلى صنعاء ومنها أعلن نفسه حاكما أوحد وصاحب القرار الأول فيها .. هو من يحدد مسارات السلم والحرب والسياسة وحتى التعيينات في المؤسسات المحتلة أصبحت حكرا عليه.
 
تشعر القيادات الحوثية بالخجل وقلة الحيلة ولم يعد هناك ما تستطيع أن ترد به أو تقوله اكثر من تغريدة سامجة من المدعو محمد علي الحوثي حشر فيها أنفه ناصحا طهران كيف تتفاوض مع المجتمع الدولي حيال ملفها النووي.
 
أراد المدعو محمد علي الحوثي أن يغطي الفضيحة التي تلفع وجوه كل قيادات المليشيا وعلى رأسهم زعيم العصابة عبد الملك الحوثي غير أنه تحول هو الآخر إلى مثار للسخرية على موقف اعتباطي ضمنه تغريدته.
 
لم يعد هناك ما يستدعي المجتمع الدولي للحج إلى صنعاء أو سلطنة عمان للقاء وفد الحوثيين أو التشاور معهم حيال المبادرات أو تصورات السلام المطروحة.. فقط عليهم زيارة حساب حسن إيرلو في تويتر للحصول على الموقف الأساسي، فهو أصبح حاكما وصاحب القرار الذي ينتظره المجتمع الدولي من مليشيات الحوثي وزعيمها المصنف على لائحة الإرهاب الدولية.
 
يكفي زعيم العصابة المدعو عبد الملك الحوثي هذه الصفعة ليوقف نعيقه المتكرر باسم السيادة واستقلال القرار الوطني والارتهان للخارج.. لقد ألقمه حسن إيرلو حجرا متسخا ليصمت بعده دهرا .

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية