يحاول المدعو محمد علي الحوثي مؤخرا تقديم نفسه كرجل القرار الأول في قيادة المليشيا الحوثية من خلال تبني مواقف ومراوغات لمنح اسمه زخما وحضورا في الواجهة.
 
تفتقد المليشيا حاليا لقيادة متماسكة وقائد ذي قرار ونفوذ بعد أن ظهر زعيمها لاهثا خلف القداسة، وتحول إلى كاهن يدعي حراسة الفضيلة وكله مخضب بدماء عشرات آلاف الأطفال الضحايا والمشردين والمعاقين والجياع.
 
في المقابل يغيب المدعو مهدي المشاط رئيس سلطة المليشيا المزعومة إلا من ظهور شكلي دون صلاحيات أو قدرة حتى على تمرير قرار واحد، بل إن صلاحيات مدير مكتبه القيادي الحوثي أحمد حامد تتجاوز المشاط بسنوات ضوئية.
 
وفي حين يبسط المدعو حامد نفوذه في الداخل ضمن لعبة صراع بين قيادات المليشيا يقدم محمد علي الحوثي نفسه للخارج كبديل للكاهن المدعو عبد الملك الحوثي ولم يتردد في إرسال إيحاءات واضحة للخارج بأنه خيار ثمين للمجتمع الدولي.
 
محمد الحوثي طامع نهم للسلطة والتفرد بقيادة المليشيا وكان واضحا كيف بدأ صعوده داخل هيكل المليشيا بداية اجتياح صنعاء غير أنه لاحقا تم قضم أحلامه وإنهاء ما تسمى باللجنة الثورية والعودة إلى إدارة الوضع بأدوات الدولة بصوره شكلية لإنهاء مكون محمد علي الحوثي الذي اتخذه ذراعا متسلطا على كل مؤسسات الدولة.
 
ويستغل محمد الحوثي حالة الترهل التي تعيشها قيادة المليشيا جراء تصارع مراكز النفوذ على الامتيازات والأموال ليشكل تيارا خاصا به يملك نفوذا قويا داخل المليشيا الحوثية لكي يقنع الخارج بأنه أصبح يملك مفاتيح القرار في الداخل حيث مناطق سيطرة المليشيا. 
 
يقف محمد علي الحوثي بقوة مع خيار أن يبقى كاهن الكهف عبد الملك الحوثي مرجعية بقداسة ولو مصطنعة مثله والمرجعيات الشيعية في العراق وإيران ولبنان في حين يمسك هو بزمام قيادة المليشيا عسكريا والسلطة مدنيا عبر إعادة إحياء نفوذ ما تسمى بالثورية العليا. 
 
مؤخرا تعالت انتقادات داخل المليشيا طالت وزراء الحكومة الحوثية والأمن والمخابرات وكانت الانتقادات موجهة أساسا ضد أحمد حامد وعبد الكريم الحوثي وعبد الكريم الخيواني وثلاثتهم يشكلون جناحا يعترض طريق محمد علي الحوثي في الوصول إلى هدفه المنشود.
 
ولم تعد صراعات أجنحة المليشيا الحوثية حبيسة الكواليس بل تجاوزت بكثير حتى علنية الصراع لتلامس الأداء الأمني وحقائق مصرع قيادات داخل المليشيا وتسميم أخرى وإعلان عدد منها إصابتها بفيروس كورونا في مشهد يكشف حالة الانفلات وحدة الصراع داخل أجنحة المليشيا.
 
جيش محمد الحوثي عشرات النشطاء داخل المليشيا لمهاجمة من يعتبرهم خصوما له ثلاثي التفرد بالنفوذ عبد الكريم الحوثي وحامد والخيواني، ورسمت تطورات الأيام الماضية مشهدا مرتبكا عاشته المليشيا في الوقت الذي كان فيه محمد الحوثي يغرد منحلا من أي ضغط جراء ما يحدث في صنعاء.
 
فيروس الصراع بدأ ينخر عظم المليشيا الحوثية بقوة في حين كاهن الإمامة في الكهف يجدول شروط الفضيلة على مقاس عقليته الصغيرة بينما يتسابق قادته على وراثة مسيرته الشيطانية والانقلاب عليه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية