يخشى الكثير من الأفغان ألا تتمكن بلادهم بدون الحماية الأمريكية، من الحفاظ على مكاسبها المتواضعة في مجالات الديمقراطية وحقوق المرأة.

ويشير تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب جميع القوات الأمريكية بحلول مايو/ أيار  المقبل، سينهي أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة، لكنه من المرجح أيضًا أن يكون بداية فصل صعب آخر للشعب الأفغاني.

 

وأعربت عدة طالبات بالمدارس الثانوية في العاصمة الأفغانية كابول، عن قلقهن من عدم السماح لها بالتخرج، فيما تساءل مزارعون في قندهار عما إذا كانت أراضيهم ستخلو من الألغام الأرضية التي زرعتها حركة طالبان؟، فيما يخشى جندي حكومي في غزنة من عدم توقف القتال.

وتخيم الشكوك على كل جوانب الحياة في أفغانستان، بحسب "نيويورك تايمز" .

وتقول الصحيفة الأمريكية إن:" لا أحد يعلم ما يخبئه المستقبل وما إذا كان القتال سيتوقف؟.. إذ يجعل إصرار حركة طالبان على تنحي الرئيس المنتخب الحديث عن حرب أهلية بعد انسحاب الولايات المتحدة أمرا محتملا.

ويضف التقرير :"لقد كان الكثيرون من الأفغان يأملون عقب تولى بايدن منصبه في يناير كانون الثاني، أن ينقض تعهد إدارة ترامب المتسرع بسحب جميع القوات الأمريكية بحلول مايو أيار بعد التوسط في اتفاق سلام هش مع طالبان العام الماضي".

وبحسب التقرير فإن :" القادة الأفغان كانوا مقتنعين بأن الرئيس الأمريكي الجديد سيكون حليفًا أفضل، حيث لن يسحب على الفور قواته التي ساعدت على إبقاء طالبان في مأزق وخروجها من المدن الكبرى".

وأشار إلى أن المخاوف بشأن المستقبل تبدو واضحة في القصر الرئاسي في كابول كما هي في مناطق أفغانستان النائية. مشيراً إلى أن :" الجميع في أنحاء أفغانستان مرتبكون بشأن من سيتولى المسؤولية عما قريب".

وفي الوقت الذي تستعد فيه القوات الأمريكية للمغادرة وتزداد الانقسامات داخل الحكومة الأفغانية، يتوقع أن تبرز مليشيات أمراء الحرب المحليون مرة أخرى لتهاجم القوات الأفغانية، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز".

وأضافت الصحيفة أن :" الانسحاب الأمريكي سيكون بلا شك ضربة قوية لمعنويات قوات الأمن الأفغانية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد في مئات نقاط التفتيش وداخل القواعد وعلى طول الجبهات العنيفة".

وظل الوجود الأمريكي لسنوات يعني الاستعانة بالقوات الجوية الأمريكية، إذا لزم الأمر، ولكن منذ اتفاق إدارة ترامب مع طالبان، أصبحت تلك الضربات الجوية أقل تواترًا، ولا تحدث إلا في أشد المواقف خطورة.

وتقول : "بدون الدعم العسكري الأمريكي، ستواجه القوات الحكومية الأفغانية عدوًا هو في كثير من الأحيان أكثر خبرة وأفضل تجهيزًا من الجندي العادي".

وقال الرائد سيف الدين عزيزي ، قائد القوات الخاصة في إقليم غزنة جنوب شرق البلاد،إنه: "ليس هذا هو الوقت المناسب لسحب قواتهم.. إنه أمر غير معقول ومتسرع.. إنه يدفع أفغانستان إلى حرب أهلية أخرى.. سيغدو مصير أفغانستان كما كان عليه قبل عقدين ".

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية