مرت أيام منذ استشهاد الطفل محرم محمد وإصابة آخرين من رفاقه في مديرية خدير بمحافظة تعز، وظلت الجريمة من حينها طي الكتمان كما أراد لها الحوثيون الذين كانوا السبب فيها، رغم ما تكتنفه من تفاصيل شنيعة لم تتوقف عند انفجار لغم وسقوط ضحايا فحسب.
 
عندما كانت الشمس تقترب من توسط كبد السماء يوم ال 19 من أبريل الجاري تحديدًا عند الساعة الحادية عشر ظهرًا، كان محمد و 7 آخرين بينهم نساء وكبار سن يسوقون قطيعًا من أغنامهم في جبل الشجرة بعزلة السلمي بخدير، في قرية الشعب التابعة لمحلة الدوير حيث تسيطر المليشيا الحوثية الإرهابية.
 
كان نهارٌ رمضاني قاسٍ على الرعاة الذين يواجهون العطش والجوع ليشبعوا اغنامهم في المرعى قبل أن يحين الرواح، إلا أن رواحهم ذلك اليوم سيكون إلى أماكن أخرى غير منازلهم وهو لا يعلمون، أدركوا هذا الشيء فقط عندما انفجر بهم لغم حوثي وقد وصل مسيرهم إلى المرتفع الفاصل بين منطقتي الخلل صبر والشعب خدير.
 
استشهد في الانفجار محرم محمد علي محمد مقبل الاعوج ذو ال 14 من العمر، وجرح 7 آخرين هم علي عثمان محمد مقبل ( 65 عام)، خلود مهيوب وهيب قاسم (13 عام)، رباب أحمد علي غالب (10اعوام)، منيرة محمد بن محمد مقبل (9 أعوام)، نعمة علي محمد مقبل (12عام)، علي محمد علي محمد مقبل الاعوج (8أعوام)، ومنيرة عبده حسن محمد (58 عام).
 
ظل الشهيد والمصابين ملقيين على الأرض، بينهم من سكنت الشظايا في جسده ومن دخل في غيبوبة من هول الفاجعة، كما أسفر الانفجار أيضأ عن نفوق 10 أغنام،  وإصابة أخريات في القطيع الذي هجم عليه الحوثيون يسرقون منه بعض الرؤوس بما فيها الاغنام التي أصيبت، وكان آخر ما يمكن أن يقوم به لصوص المسيرة أن يسمحوا بإسعاف المصابين إلى المستشفى.
 
ولتغطي على فعلتها التي فَعلت، اعتقلت المليشيا الحوثية الحاج علي عثمان محمد مقبل الذي أصيب في الانفجار، وتم نقله الى إحدى الحاميات التابعة للمليشيا وإجباره على توقيع محضر اعتراف يزعم فيه الحوثيون أن الرعاة كانوا يقومون بمهمة استطلاع وتسلل لصالح قوات الجيش.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية