"ميليشيا الموت مرت من هنا" عبارة هي الأبلغ تعبيراً عن ما يدور في أذهان ساكني المناطق التي تحررت من ميليشيا الحوثي، كما هو حال منطقة حيس التابعة لمحافظة الحديدة، حيث تبدو هذه العبارة معبرة عن الدمار الذي تخلفه هذه الميليشيا، فضلاً عن زراعة الألغام في الأسواق والمساجد والمدارس والشوارع، وكل الأمكنة التي تجعل حياة الناس في خطر.

 

مدينة حيس تعيش أوضاعاً مأساوية بعد أشهر من تحريرها، فالألغام مزروعة في مختلف الأماكن كالمباني الحكومية والخاصة ومنازل المواطنين، فضلاً عن القصف المتواصل من قبل الميليشيا بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية.

 

"وكالة 2 ديسمبر" زارت مدينة حيس بعد تحريرها، وتنقل قصصاً يرويها أبناء هذه المدينة.

 

يقول شهود عيان لـ " وكالة 2 ديسمبر": "منذ أن تحررت مدينة حيس ونحن نعيش تحت القصف اليومي من قبل ميليشيا الحوثي التي تنتقم منا، وفي كل يوم نودع شهداء من أطفال ونساء وكبار مُسنين، فهذه الميليشيا التي زرعت الألغام في كل مدرسة ومستوصف ومسجد، ومنزل احتلته وتمركزت فيه، وفي كل مبنى حكومي أو خاص وفي كل شارع مرت منه زرعت فيه الألغام قبل أن تغادر لتصبح كل هذه الأمكنة مصادر للموت الذي يُعبر عن هذه الميليشيا وتتخذه شعاراً لها".

 

من جانبه أحد الناشطين الحقوقيين بمدينة حيس يقول لـ"وكالة 2 ديسمبر": "في مدينة حيس وبعد أشهر من تطهيرها من ميليشيا الحوثي تصب هذه الميليشيا حقدها ضد المدنيين بالقصف العشوائي، ولا يكاد يمر يوم دون أن تُمطر ميليشيا الحوثي المدينة بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية".

 

ويُضيف: "الحوثيون إن تمكنوا بطشوا وأفسدوا ونكلوا، وإن دُحروا من منطقة لغموا وفجروا وأمطروا سكانها بالقصف في تعبير عن إرهاب وحشي لميليشيا الكهنوت التي لا تقل وحشية عن داعش".

 

بدورها ناشطة حقوقية في مدينة حيس تقول لـ"وكالة 2 ديسمبر": "إن عصابة الحوثي الكهنوتية التي شعارها الموت وتنادي به تقصف مدينة حيس في اليوم الواحد بحوالي 30 إلى 40 قذيفة هاون، وهذه المقذوفات التي ترسلها الميليشيا تصل إلى المنازل وليس إلى جبهات القتال، وقد دمرت كل المنازل لاسيما وأن مسافة القتال بين كل جبهة وأخرى قصيرة جداً، فعندما تصلها معلومات أنها قتلت شخصاً في هذا المنزل تقوم بقصف منزل آخر، بمعنى أن هذه العصابة مشروعها الموت والدمار لليمن، ويقولون "الموت لأمريكا ولإسرائيل"!!، وفي حقيقة الأمر أن الموت لليمن بكل ما فيها من أطفال وعجزة ونساء ولا يهمها ذلك ولا يُحرك فيها أية مشاعر إنسانية".

 

وتسرد الناشطة الحقوقية في حيس قصصاً من الواقع وتقول: "من ضمن ضحايا ميليشيا الحوثي بحيس ذلك الطفل الذي دخل مع أمه إلى المنزل لينام بسلام بعد أن تحكي له أُمه حكايات اعتادها يومياً ليغمض عليها عينيه، وفي الوقت الذي يسكن الأمان قلب الطفل الممتلئ بحنان أمه أرسلت ميليشيا الحوثي قذيفة هاون فصلت رأس الطفل عن جسده، وعندما قدم المسعفون وجدوا رأس الطفل في مكان وجسده في مكان آخر".

 

لا تتوقف القصص المأسوية التي تخلفها ميليشيا الموت في مدينة حيس عند قصة فحسب، بل إن ثمة عشرات قصص للموت المتشابه الذي ترسله ميليشيا الحوثي عبر قذائف الهاون التي تُمطر بها المدينة، أو تلك القصص التي تخلفها الألغام التي تقاسم السكان أحياءهم ومساكنهم.

 

وتتابع الناشطة الحقوقية: "ثمة العشرات بل المئات من قصص الموت التي تهديه ميليشيا الحوثي لسكان المدينة مجاناً، فالنساء والأطفال وكبار السن من ضمن الأهداف التي تطالها نيران الميليشيا، حيث ما يزال السكان يتذكرون تلك الجريمة البشعة التي خلفتها قذائف الهاون التي ترسلها ميليشيا الحوثي على المدنيين، والتي كانت ضحيتها امرأة حامل مزقتها القذيفة هي وجنينها الذي في بطنها، ومأساة أخرى خلفتها قذائف الميليشيا بحق 4 نساء كن في زيارة لبيت المفروس، وحصدت القذيفة أنفسهن لتُعلن الميليشيا في قناة المسيرة أنها قصفت منزلاً لـ"أحد المنافقين" حسب زعمها، دون حياء أو خوف من الله، وفي النهاية تتنصل عن جرائمها بكل كذب وزيف وتقول إن طيران التحالف يقتل المواطنين".

 

من جانبه أحد المواطنين يقول لـ"وكالة 2 ديسمبر": "عندما كانت ميليشيا الحوثي تسيطر على مدينة حيس كانت تتحدث إلى الناس عبر منابر المساجد وغيرها، وتقول إن طيران التحالف لا يراعِي ديناً ولا عقيدة ولا حرمة عنده للطفولة ولا للنساء ولا لكبار السن، وأن التحالف يقتل الجميع، وأنه أيضاً لا يحترم المشاعر الدينية فيقوم بالقصف في أوقات الأذان والصلاة، والآن نرى كل ما كانت تقوله الميليشيا منطبقاً عليها، فهي من تقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وعادة ما تطلق القذائف في أوقات الأذان، وعند كل أذان ترسل ما بين أربع إلى خمس قذائف هاون إلى منازل المدنيين، وهذا ما يحدث مع كل أذان من قبل ميليشيا تقول إنها مسيرة قرآنية".

 

يُجمع سكان مدينة حيس على أن ميليشيا الحوثي التي تمارس كل أساليب القتل وزراعة الألغام في كل الأماكن التي تطؤها جماعة إرهابية متطرفة لا تعرف طريقاً إلى السلام،  وأنها مشروع موت لليمنيين، وأنه كلما طال أمد الحرب استعادت قوتها وازدادت إجراماً، ولها هدف وحيد هو إبادة كل الشعب من أجل إقامة ما تسميه "الولاية" التي تمتلك من أجلها مخططاً لا يتضمن إيقاف الحرب والجنوح للسلام أو الحوار، ويطالبون المجتمع الدولي والأمم المتحدة بزيارة مدينة حيس علَّ تلك القصص المأساوية التي خلفتها الميليشيا ستحرك مشاعرهم الإنسانية وسيضعون نهاية لعمر هذه الميليشيا الإرهابية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية