تغيرت مواقف ابناء الشعب اليمني تغيرا جذريا تجاه عصابة الحوثي الكهنوتية التي اجتاحت العاصمة صنعاء في 21سبتمبر 2014م وبلغ هذا التغير ذروته في انتفاضة الثاني من ديسمبر2017م التي قادها الشهيد الزعيم علي عبد الله واعلانه قرار فض الشراكة معها والتي انقلبت عليها كما انقلبت بقوة السلاح على كل الاتفاقات التي وقعتها مع الأحزاب والتنظيمات السياسية خلال فترة الحوار الوطني وبرعاية اممية..

ومن المعلوم ان عصابة الحوثي كشرت عن انيابها ودفعها زهو السيطرة على العديد من معسكرات الجيش والامن في محافظات صعدة وعمران وامانة العاصمة وكذلك اقتحام الوزارات ومن ثم الإطاحة بالرئيس هادي المنتهية صلاحيته وحكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خالد بحاح وادخلت اليمن في نفق مظلم..

اليوم نجد ان كل الأصوات التي ظلت تتعاطف مع هذه العصابة طوال الحروب الستة وارتفعت اصواتها أكثر في داخل خيم ساحات التغرير عام 2011م، غيرت مواقفها وصارت تشن حربا طاحنة ضدهم وماتزال..

ترى لماذا يقاتل الشعب اليمني عصابة الحوثي ...؟؟؟  هل بسبب انهم لا ينتمون لهذا الحزب أو ذاك.. أو لأنهم يرددون (الصرخة) ضد أمريكا وإسرائيل.. ام لأنهم يريدون تطبيق الشريعة وتحرير القدس كما يزعمون.. او لأنهم أسقطوا حكومة الانقاذ بدعوى رفض الجرعة السعرية عام 2014م التي قررت يومها رفع سعر البترول الى ثلاثة الاف ريال، أم لان الشعب اليمني عنصري أو.. او.. الخ ...؟

نجزم ان الشعب اليمني بكل مكوناته وفئاته الاجتماعية أصبحت لديهم اليوم الإجابات الشافية على هذه الأسئلة وغيرها.. ولقد بات كل مواطن يؤمن بان هذه العصابة تمثل أبشع كارثة في تاريخنا المعاصر، بعد ان اجتاحت البلاد كالطاعون، وزجت بالشعب في حروب وصراعات عبثية داخلية وخارجية ليس لها نهاية أودت بحياة عشرات الالاف من اليمنيين بين قتيل وجريح..

لقد تسببت سياسة الفساد والافساد التي تمارسها عصابة الحوثي في احداث أكبر مأساة إنسانية على مستوى العالم، حيث تشير الأرقام والاحصائيات الصادرة عن منظمات دولية ان هناك أكثر من 23 مليون يمني بحاجة ماسة الى مساعدات إنسانية، وأكثر من 10 ملايين يمني يعانون من سوء تغذية، وأكثر من 19 مليون يمني لا يحصلون على مياه شرب نقية، إضافة الى ان حروبها العبثية أدت الى نزوح قرابة أربعة ملايين يمني من ديارهم..

  وتسببت أيضا  بشكل مباشر في تسريح  اكثر من خمسة ملايين يمني  من أعمالهم في القطاع الخاص ..كما  الحقت اضرارا كارثية في  القطاعات الاقتصادية والخدمية في البلاد وانعكست اثارها السلبية في تردي الحياة المعيشية لأبناء الشعب اليمني كافة ..حيث أصبحت تهدد اليمن ابشع كارثة مجاعة على مستوى  العالم ، اصبحت تثير مخاوف المجتمع الدولي ، سيما في ظل تفشي امراض خطيرة في البلاد ومنها وباء الكوليرا وأخيرا انتشار مرض (الخانق ) وغيرها من الامراض القاتلة ، خلاف لارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال ، الفئة الضعيفة التي تتعمد عصابة الحوثي على زجهم في محارق حروبها العبثية..

هذه الأوضاع المأساوية التي تعيشها اليمن ويعاني منها الشعب اليمني تزداد سوء يوما بعد يوم في ظل تفشي سياسة الفساد والافساد التي تمارسها عصابة الحوثي في كل مؤسسات الدولة والذين يزدادون ثراء على حساب تفاقم معاناة أبناء الشعب ، دفعت الجميع الى اتخاذ قرار القضاء على هذه العصابة وتحرير البلاد من شرورهم ،خاصة بعد ان قامت  بنهب مليارات الدولارات من البنك المركزي ، إضافة الى تصفير جميع ارصدة الصناديق في البلاد ومنها صندوق التقاعد وصندوق صيانة الطرق ، ولم يكتفون بذلك ، بل وصلت بهم  البجاحة والصلف والاستهتار بالمواطن اليمني  الى مصادرة مرتبات الموظفين لأكثر من عام ونصف..واليوم يقومون  بنهب مئات الملايين شهريا من التجار ومحلات الصرافة ، وكذلك توريد عائدات الضرائب والجمارك والزكاة الى ارصدة خاصة بالداخل والخارج  وحرمان خزينة الدولة من تلك العائدات المالية الضخمة ..وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية  تواصل هذه العصابة سياسة الافقار والتجويع غير مكترثة بمعاناة الملايين من أبناء الشعب اليمني ومن ذلك تلاعب قياداتها بالأسعار حيث قامت مؤخرا برفع  أسعار المشتقات النفطية والغاز بشكل جنوني دون أسباب او مبررات لذلك الارتفاع الجنوني ..  

هذه الأسباب وغيرها دفعت الشعب اليمني بمختلف توجهاتهم السياسية والفكرية للوقف صفا واحدا ضد عصابة الحوثي واتخاذ قرار التخلص من عصابة الحوثي مهما كانت التضحيات..

يدرك الجميع في الداخل والخارج ان معركة الشعب اليمني ضد هذه عصابة الكهنوتية ليست بدافع الثأر الشخصي أو الحزبي، وليست صراعا من اجل السلطة، وانما هي بالنسبة لنا قضية وطنية مقدسة يخوضها الجميع لإنقاذ البلاد من أخطر عصابة عميلة تهدد حاضر ومستقبل اليمن وامن المنطقة..

لقد جاء اجماع كل القوى الوطنية في الساحة على قتال عصابة الحوثة، تعبيرا عن ايمانهم وقناعاتهم باستحالة التعايش معهم خاصة بعد جريمة اغتيال الشهيد الزعيم علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الشعبي العام في4 ديسمبر الماضي.. ونجدد التأكيد ان هذا القرار ليست دوافعه عنصرية أو سلالية او مذهبية، بل انه يعبر عن قناعة الجميع في الداخل والخارج ان إعادة الامن والاستقرار والسلام لليمن والمنطقة مرهون بالقضاء على عصابة الحوثي الكهنوتية..  

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية