في كل ناحية من أنحاء الساحل الغربي لا بد ما تكون ثمة مأساة من صنيعة مليشيا الحوثي الإرهابية، يذوق الأبرياء من جور الحوثيين وظلمهم صنوف العذاب، فلا يردع المليشيا الحوثية ضمير ولا مبادئ ولا أخلاق ولا عرف إنساني لكف أذاها عن الأبرياء.
 
قاسيةٌ هي الحياةُ التي يعيشها أبناء منطقة الجبلية في مديرية التحيتا، بين الموت والتشرد والمآساة تتأرجح حياتُهم التي ليس لها مستقر، فالكثير من سكان المنطقة اضطروا إلى الرحيل عنها قسرًا، فواجهوا الصعاب في نزوحهم وبعضهم تخطفَهم الموتُ في الطرقات.
 
صغارٌ وشباب وكبار في السن عاشوا المآساة جميعًا بلا استثناء، واجهوا الموت في كل منعطف ساقهم إليه الحوثيون، البعضُ قضوا نحبهم بجرائم المليشيا، ومن نجى ارتحل عن داره إلى ديار أخرى ولا زال إلى اليوم مشردًا ينتظر الفرجَ ليعود آمنًا إلى مسقط رأسه.
 
حيث النزوح في مخيمات منتشرة على طول الساحل الغربي، لا تخلو المخيماتُ تلك من نازحي الجبلية القادمين وبمعيتهم قصص مبكية تحكي حالهم مع انتهاكات المليشيا، هنالك أيضًا تخلو الخيام التي ينزل فيها هولاء النازحون من قصص الموت والعذاب والحرمان والتشرد.
 
استمع فريق من وكالة "2ديسمبر" خلال نزول ميداني لشهادات مجموعة من سكان الجبلية، فاضت دموع البعض بالبكاء وتعذر على آخرين سرد روايات الألم كاملةً عندما خنقتهم العبرات، لقد تأثرت أنفسهم مما حل بهم على أيدي المليشيا الإرهابية حينما كانوا آمنين في مناطقهم.
 
في مناطق نزوحهم يكابد نازحو الجبلية مع آخرين قدموا فرارا من الموت الحوثي من مناطق أخرى، المعاناة والحرمان، كأن المصير الذي حل بهم اختارهم بعناية، غير أن الحقيقية في هذه المأساة تتبدى حقيقة المليشيا الحوثية التي دأبت على ممارسة الفظائع بصور عدوانية ضد الأبرياء العُزّل.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية