تعالت الأصوات بالبكاء والعويل حزنا على مقتل اثنين من أقاربهم بقذيفة هاون على عربة كانت تقل ركابا في منطقة الضباب غرب محافظة تعز فيما كانت مجموعة من الشباب يحاولون نقل شخصين آخرين إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد تعرضهم لإصابات بالغة.

 

والرجال الأربعة الذين قضى اثنان منهم نحبهم أمس الأربعاء هم في الثلاثينات والأربعينات من العمر وقد أدت الشظايا المتطايرة إلى إلحاق ضرر بالغ بأجسادهم.

 

والقذيفة التي أطلقت من شارع الخمسين شمال المدينة، حيث ما تزال مليشيا الحوثي تتمركز فيها هي من نوع هاون وقد سقطت على خط الضباب ظهرا ذروة تجمع المواطنين، في انتهاك للقانون الدولي الذي يجرم استهداف المدنيين.

 

وسمع صوت الانفجار على نطاق واسع غرب المدينة وتسبب بحالة من الذعر والهلع في أوساط الباعة والمتجولين والمدنيين الذين يسكنون بالقرب من هذا الخط والذي يعد الشريان الوحيد لمدينة تعز المحاصرة من ثلاثة جوانب.

 

وأطلقت مليشيا الحوثي قذيفة ثانية بعد دقائق من إطلاقها القذيفة الأولى في محاولة منها إيقاع عدد أكبر من المدنيين الذين تجمعوا لإسعاف الضحايا.

 

ويدفع المدنيون في تعز ثمنا باهظا جراء استهداف مليشيات الحوثي مساكنهم في هذه المدينة التي تشهد اشتباكات شبه يومية مما يؤدي إلى وقوع خسائر في الأرواح فضلا عن إحداث أضرار مادية في الممتلكات وفي المباني السكنية.

 

وتسببت تلك القذائف في سقوط نحو 2300 شخص من بينهم 680 طفلا وإصابة 16 ألف شخص بينهم 655 طفلا فيما دمرت 2,338 منشأة خاصة وعامة تقدر بملايين الدولارات بحسب مصادر حقوقية.

 

وفي منتصف الشهر الجاري، قتل ثلاثة أشخاص في سقوط قذيفة هاون استهدفت مبنى سكني فضلا عن عشرات الجرحى.

 

وقبلها بأسابيع بث ناشطون صورا قالوا إنها لرجل وثلاثة أطفال في أحد المستشفيات وقد تم تغطيتهم بأقمشة بيضاء بعد أن قضوا نحبهم في سقوط قذيفة حوثية.

 

وسقطت القذيفة على حي المحافظة أثناء ما كانوا يمارسون اللعب، وتصادف سقوطها مع مرور رجل توفي لاحقا في المستشفى إثر تعرضه لجروح غائرة.

 

وفي بيان شديد اللهجة طالبت السلطة المحلية حينها المنظمات الدولية بما فيها تلك التي تعمل ضمن الأمم المتحدة بالضغط على مليشيا الحوثي لتجنيب المدنيين ويلات الحرب.

 

واعتبر البيان استهداف المدنيين وإقلاق سكينتهم بالقذائف العشوائية التي تطلقها مليشيات الإجرام هو استهتار بحياة الأبرياء وسلوك همجي يستوجب العقاب الفوري.

 

وفي كل مرة يسقط فيها ضحايا جراء العبث المليشاوي ترتفع أصوات السكان مطالبين قيادة الجيش والتحالف العربي تخليصهم من شر العصابة الإجرامية من خلال استكمال تحرير بقية المحافظة من مليشيا الحوثي.

 

وخرجت مظاهرات شعبية عدة بعضها كانت عفوية تطالب باستكمال تحرير ما تبقى من المدينة التي تحيط بها مليشيا الحوثي من ثلاث جهات.

 

ولا تمتلك المدينة المحاصرة منذ ثلاثة سنوات سوى منفذ وحيد هو جنوب المدينة للتزود بالمؤن الغذائية والطبية.

 

والمنفذ تمت إعادة افتتاحه قبل نحو عامين ونصف أثناء هجوم مباغت شنته القوات الحكومية على نقاط مليشيا الحوثي التي كانت تتحكم في دخول وخروج السكان مفسحة المجال أمام المحافظة في الحصول على متنفسها الوحيد.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية