تناول نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية والباحث في الشئون الدولية، سالم بن حمد الجهوري، اليوم الاثنين، أبعاد الأزمة اليمنية والمهام الصعبة التي تنتظر المبعوث الأممي الجديد، وانغلاق مليشيا الحوثي على المبادرات السلمية، وصلاحية المبادرة السعودية لخلق أرضية مناسبة لإنهاء الصراع.
 
وفي حوار مع صحيفة "الأهرام" المصرية، اعتبر أن المشكلة في اليمن أكبر من كونها اختلاف سياسي " حيث يقترب الأمر من طموح عقائدي تقوده بعض الجماعات لتصفية جماعات منافسة لها، للاستفراد بالوطن الممزق.
 
وقال إن اليمن من الأزمات المستعصية على الحل، نظرا إلى عدم قبول الحوثيين بمعظم المبادرات التي طرحت، ورغبتهم الواضحة في تكريس تقسيم اليمن إلى أكثر من يمن، وعدم التنازل عن أي من المكاسب التي حققوها منذ أن دخلوا صنعاء.
 
ولفت الجهوري إلى أن الحوثيين فئة قليلة في المكون اليمنى، كما أنهم لا يبدون أي اهتمام بما يقدم من طرح للحوار بين الفرقاء، ثم إنهم اختلفوا مع المبعوثين الأمميين السابقين.
 
وعن توقعاته بشأن فرص نجاح مهمة مبعوث الأمم المتحدة الجديد إلى اليمن "هانز غروندبرغ" أفاد الجهوري أنها ستكون أصعب من سلفه الذي خرج من اليمن خالي الوفاض، بسبب المواقف المتصلبة التي أبدتها صنعاء (الحوثيين)، خلال السنوات الماضية، والتي أسهمت في إفشال مهمة مبعوثي السلام.
 
وقال إن النجاح الصعب للمبعوث الجديد مرتبط بقدرته على المقاربة بين الأطراف اليمنية داخليا، والقوى الفاعلة في المحيط الإقليمي والعربي والدولي خارجيا، وإلا " فإن نجاح مهمته سيكون ضربًا من الخيال". 
 
وأردف نائب رئيس جمعية الصحفيين العمانية أنه لابد للمبعوث الجديد من الاستعانة بالدور العماني والاتكاء على المبادرة السعودية والتوجهات الأممية، وأخذ مطالب الأطراف الداخلية بالحسبان. معتبرا المبادرة السعودية للسلام في اليمن أنها تحمل الكثير من النقاط المضيئة، وتمثل فرصة تاريخية قد لا تتكرر.
 
وبخصوص رؤيته لحل الأزمة اليمنية قال الجهوري إن من المهم أن يحدد المبعوث الدولي خارطة طريق واضحة المعالم، زمنية التنفيذ لأطراف الأزمة والداعمين الإقليميين لها، أبرز نقاطها وقف إطلاق النار، وجمع السلاح تحت إشراف الأمم المتحدة، والبدء في الحوار لتشكيل حكومة مؤقته، ثم عقد مؤتمر جامع شامل يستند إلى مرجعيات حل الأزمة، وينتهى بإجراء انتخابات برلمانية وتشكيل حكومة من أبناء اليمن الذين يمثلون أطياف الأحزاب والجماعات، وحشد الدعم الدولي لذلك، يعقبه مؤتمر لإعادة إعمار اليمن، وتمكينه ماليا وصحيا واقتصاديا وأمنيًا وعسكريا، ويؤول كل ما جمع من سلاح إلى الدولة الجديدة، لبدء قطار السلام في التحرك إلى أهدافه التي يحلم بها اليمنيون.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية