على الرغم من تأكيده استمرار الإغلاق، إلا أن المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة بالسودان، استثنى، أمس الجمعة، سفينة أميركية تحمل معونة من القمح وسمح بتفريغها.

فقد أعلن قيادي في المجلس، أمس الجمعة، استثناء سفينة أميركية تحمل معونة من القمح والسماح بتفريغها "من أجل الشعب السوداني"، وفق تعبيره.

كما قال كرار عسكر، في تسجيل نشرته صفحة إعلام المجلس على فيسبوك، إن المجلس سيستمر في الإغلاق، مضيفاً أن التصعيد الثوري بمنطقة البجا سيستمر في قادم الأيام.

الأزمة قائمة

ووجه كلامه للحكومة الانتقالية في السودان، معتبراً أن ما تم في مسار شرق السودان غير مقبول، في إشارة منه إلى دعوة مجلس الوزراء السوداني بقيادة عبدالله حمدوك، إلى تغيير المنهج المتبع في حل القضية هناك.

وعلى الرغم من إشادة رئيس الحكومة بالجهود التي قام بها عضو مجلس السيادة الفريق شمس الدين كباشي لنزع فتيل الأزمة في الإقليم، خصوصاً بعدما زار الأخير على رأس وفد يضم وزراء الداخلية والطاقة والنقل، بورتسودان الأسبوع الماضي، ملتقياً مع قيادات الشرق بغية الوصول إلى تهدئة وحلول ناجزة، إلا أن الأزمة مازالت قائمة.

مهلة تنتهي خلال ساعات وتلويح بانفصال

فالمجلس أعطى مهلة تنتهي الأحد القادم لتلبية جميع مطالبه المتمثلة بإلغاء مسار شرق السودان المبرم في اتفاقية جوبا للسلام، إضافة إلى حل لجنة تفكيك الإخوان التي تحظى بسند شعبي ورسمي كبير وكانت أحد أبرز منجزات الثورة السودانية، إضافة لحل الحكومة الحالية وتشكيل مجلس عسكري يدير البلاد لفترة انتقالية محدودة تعقبها انتخابات، ملوّحاً بتقرير المصير والانفصال عن السودان في حال عدم الاستجابة.

في حين لم توافق حكومة حمدوك على مطالب المجلس، بل ردت بأنها مستعدةٌ للدعوة لمؤتمر يضم كل شعوب شرق السودان.

احتجاجات منذ أسابيع

وجاءت هذه التطورات في وقت تحاول فيه الأطراف السوادنية حل الأزمة التي بدأت في 17 سبتمبر متمثلة باحتجاجات في ميناء بورتسودان ضدّ اتّفاق سلام تاريخي وقّعته الحكومة الانتقاليّة السودانيّة في أكتوبر عام 2020 في مدينة جوبا مع عدد من الحركات والقبائل التي حملت السلاح في عهد الرئيس السابق، عمر البشير، احتجاجًا على التهميش الاقتصادي والسياسي لمناطقها.

وقد أغلق عشرات المحتجين الأسبوع الماضي، مدخل مطار مدينة بورتسودان وجسرا يربط ولاية كسلا في الشرق بسائر الولايات السودانية، احتجاجاً على الأوضاع، كما قام متظاهرون بغلق ميناء بورتسودان، وأغلقوا الطريق الذي يربط المدينة الساحلية ببقية أجزاء البلاد.

يذكر أن قبائل البجا في شرق السودان كانت تظاهرت أيضا العام الماضي، وأغلقت ميناء بورتسودان أيّامًا عدّة، اعتراضاً على عدم تمثيلها في الاتّفاق التاريخي المبرم مع حكومة البشير آنذاك.

ويضمّ شرق السودان ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف، وهي من أفقر مناطق البلاد.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية