على غير العادة صادف المارة والسائقون في شوارع صنعاء مسلحين حوثيين ملثمين ينتشرون في الشوارع ومداخل الأحياء والدوارات، تدّعي المليشيا الحوثية أنها نشرتهم لضبط حركة السير؛ لكن مصادر متطابقة أكدت أن الهدف من وراء هذا الإجراء هو القمع وملاحقة المعارضين وتشديد القبضة الأمنية.
 
 ونشرت المليشيا عبر وزارة الداخلية التابعة لها مئات المسلحين الملثمين في مسعى منها لإنهاء صلاحيات شرطة السير واستبدال هذه المؤسسة بأخرى موازية تتشكل من عناصر حوثية بامتياز تُوزع في الشوارع مدججة بالسلاح والأقنعة السوداء التي تغطي وجوههم.
 ‏
 ‏وأطلقت مليشيا الحوثي على هذه العناصر اسم “وحدة الضبط المروري”؛ لكن الهيئة التي ظهر بها هؤلاء الأفراد تؤكد قطعا بأنهم عناصر استخباراتية تم نشرهم في أنحاء العاصمة لمراقبة تحركات المواطنين والتضييق عليهم حتى في خطوط سيرهم.
 ‏
 ‏وفي هذا الصدد أجرت وكالة "2ديسمبر" لقاءات مع مجموعة من السائقين الذين صادفوا هذه العناصر في شوارع صنعاء. يقول صالح، وهو سائق حافلة مدرسية إن هؤلاء الأفراد يعملون على إجراء فحص دقيق لجميع المركبات والمارة ويتم التحقيق مع هوياتهم والوجهات التي يتجهون إليها، وهو ما يشي بحقيقة هذا الإجراء الاستخباراتي البحت للتضييق على الناس أكثر فأكثر.
 
وكثفت المليشيا التابعة لإيران في الآونة الأخيرة من نشاطها الاستخباراتي وفرضت قيودا جديدة على المواطنين تراقب فيها تحركاتهم وتقحم نفسها في خصوصياتهم، خوفا من اندلاع أي شرارة تناهضهم ومعتقداتهم أو حتى تحذر الناس من مغبة اتباعهم.
 
يقول" أحمد سالم " كنا في موكب زفاف لأحد زملائنا مساء اليوم، وتفاجئنا بإيقاف الموكب من قبل هذه المليشيا لاستجواب بعض السائقين والمشاركين في موكب الزفاف.
 
 مصادر عدة أكدت لوكالة"2 ديسمبر" أن هذه الإجراءات أتت بعد وصول تقارير للقيادة الحوثية تؤكد حالة السخط الشعبي الواسع من المليشيا وما ترتكبه من جرائم وانتهاكات تمارسها يوميا ضد الناس بدون أدنى وجه حق، ووقوفها وراء تفاقم معاناتهم الإنسانية.
 ‏
وتسبّب الحوثيون في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
 
وأفاد مصدر أمني أن المليشيا وزعت أجهزة تنصت لما يعرف بجهاز الأمن الوقائي ونشرت بعضها في المديريات والحارات السكنية في صنعاء، للتنصت على مكالمات كل معارضيها ومناهضيها وممارسة عمليات الاعتقالات والاختطافات والإخفاءات القسرية، بناءً على عمليات التنصت على المكالمات والرسائل الهاتفية للمواطنين.
 
وأفادت مصادر مطلعة بأنّ مليشيا الحوثي اعتقلت مؤخرا 26 ضابطًا من جهاز الأمن السياسي في صنعاء، وأودعتهم سجنًا خاصًا في نفس الجهاز، ووجهت لهم تهمًا عديدة من بينها الخيانة، كما قبضت على عدد من الجنود والضباط الذين التزموا منازلهم منذ سنوات.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية