تتزايد الهجمات الإرهابية الدموية لعناصر تنظيم داعش في العراق، وعلى وجه الخصوص في مناطق التماس الفاصلة بين قوات البشمركة والقوات الاتحادية العراقية، وأحدثها الهجوم الكبير الذي وقع في ساعات متأخرة من مساء الخميس، وراح ضحيته نحو 20 مدنيا وعسكريا ما بين قتيل وجريح.

ووقع الهجوم في قرية خضر جيجة ومحيطها بقضاء مخمور، قرب أربيل، كما كان تنظيم داعش الإرهابي قد شن مطلع الأسبوع هجوما آخرا على القوات الكردية شمالي العراق، مما أدى إلى مقتل 5 من البشمركة وإصابة 4 آخرين.

وتعليقا على الهجوم الجديد، طالبت رئاستا إقليم كردستان العراق وحكومته ووزارة البشمركة، بالعمل فورا على تعزيز التعاون والتنسيق بين البشمركة والقوات العراقية وبالتعاون مع التحالف الدولي، والقيام بالعمليات المشتركة من أجل كبح جماح تصاعد الهجمات الإرهابية للتنظيم الإرهابي، الذي بات مرة أخرى تهديدا حقيقيا.

كما أثار وقوع هجومين كبيرين لداعش على البشمركة في منطقتي كولجو في كرميان، مطلع الأسبوع، وعلى مخمور بالقرب من أربيل، الخميس، ردود فعل رسمية وشعبية ساخطة في إقليم كردستان العراق، خاصة وأن هجوم الخميس استهدف قرية آمنة، قتل من سكانها 3 وهم أشقاء، وجرح آخرون.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب والباحث طارق جوهر، في حوار مع سكاي نيوز عربية: "ليس تفصيلا صغيرا أن يذهب ضحية الهجمات الداعشية، خلال أقل من أسبوع، قرابة 18 مدنيا وعسكريا كرديا عراقيا، هذا فضلا عن عدد مماثل من الجرحى، فهذه الهجمات المكثفة تكشف خللا جوهريا في آليات وطبيعة مواجهة هذا التنظيم الإرهابي".

وتابع: " أين هي المساعدات والآليات العسكرية المفترض أنها متطورة؟ التي يتم منحها من قبل قوات التحالف، وهل التدريبات التي تلقتها قوات البشمركة والقوات العراقية عامة على يد قوات التحالف، مناسبة لشكل المواجهة مع تنظيم إرهابي يمارس تكتيكات الكر والفر عبر مجموعات وخلايا إرهابية صغيرة ومتنقلة؟"

ويمضي جوهر متسائلا: "لماذا لا توفر قوات البشمركة في مواقعها المتقدمة كاميرات حرارية لرصد حركة الإرهابيين؟ مثل هذه الكاميرات تتوفر لدى عناصر داعش، وغير ذلك الكثير من الملاحظات التي تقودنا لإعادة النظر بخطط وأساليب مواجهة الخطر الداعشي".

من جهته يقول مصدر أمني كردي عراقي، فضل عدم ذكر اسمه، في حديث مع سكاي نيوز عربية: "داعش يستغل بطبيعة الحال رخاوة وهشاشة الوضع الأمني في المناطق الكردستانية خارج الإقليم، كما يستغل التداخل القومي والعشائري في تلك المناطق وصولا للحدود العراقية السورية، ويعمل على استغلال ذلك عبر توفير مواطئ قدم له في بعضها".

ويضيف: "الحسرة والدعوة للتنسيق بين بغداد وأربيل، بعد كل هجوم إرهابي، ليس كافيا، فنحن أمام خطر داهم وجدي وثمة ضحايا من قواتنا ومن مواطنينا المدنيين الأبرياء، مدن وقرى بأكملها باتت تحت نيران داعش، على امتداد مئات الكيلومترات من نينوى إلى ديالى، وعلى طول خطوط التماس بين حكومة الإقليم والحكومة العراقية".

ورغم إعلان السلطات العراقية دحر داعش مع نهاية 2017 بعد سيطرته على ثلث مساحة البلاد منذ العام 2014، لكن وتيرة العمليات الإرهابية لبقايا تنظيم داعش وخلاياه النائمة، باتت تتصاعد بشكل ملحوظ ولافت، خلال الأشهر القليلة الماضية في مختلف أرجاء العراق.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية