تستعد الولايات المتحدة لفرض الحزمة الأولى من العقوبات الجديدة ضد إيران ابتداء من 6 أغسطس الجاري تنفيذ العقوبات الأمريكية على إيران بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الماضي. واعتبارا من الثلاثاء لن يعود بإمكان الحكومة الإيرانية شراء الدولار وسيتم فرض عقوبات واسعة النطاق على الصناعات الإيرانية بما فيها صادرات السجاد.
 
وستشمل العقوبات الاقتصادية الأمريكية على إيران أيضاً عمليات شراء الدولار، تجارة الذهب والمعادن الثمينة، قطاع السيارات، المعاملات التجارية التي تعتمد على الريال الإيراني والحسابات البنكية خارج إيران، السجاد الإيراني، المواد الغذائية، عدم تصدير الطائرات المدنية إلى إيران.
 
وستحول العقوبات الجديدة دون استخدام إيران للدولار الأمريكي في تعاملاتها التجارية؛ ما يوجه ضربة لعمليات تصدير النفط، الذي يعد مصدر الدخل الأكبر للبلاد.كما ستقيد العقوبات الأمريكية المرتقبة تجارة قطع غيار السيارات في إيران.
 
ومن المنتظر أن تؤثر العقوبات على دول أخرى؛ حيث أعلنت واشنطن أنها ستفرض عقوبات ضد الدول التي لا تلتزم بقرارها عبر مواصلة التجارة مع إيران التي تشهد في الآونة الأخيرة احتجاجات واسعة بسبب غلاء المعيشة، وسط تقلبات لافتة في أسعار صرف العملات.
 
وقبل يوم واحد من انتهاء المهلة التي حددها دونالد ترامب للشركات لاستكمال صفقاتها حيث يبدأ سريان تطبيق العقوبات الأمريكية الجديدة؛ حطت اليوم الأحد خمس طائرات جديدة من طراز "إيه.تي.آر 600-72" في مطار "مهر آباد" بطهران قادمة من تولوز بفرنسا حيث صُنعت.
 
وقالت وسائل إعلام إيرانية الأحد إن شركة "إيران إير" تسلمت خمس طائرات من نوع "إيه.تي.آر" قبل وقت قصير من فرض واشنطن عقوبات على طهران، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم مع القوى العالمية الكبرى، في 14 تموز/يوليو 2015 في ختام 21 شهرا من المفاوضات الصعبة.
 
وبموجب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي في أيار/مايو، فإن أمام كافة الشركات الأجنبية التي تنشط في إيران، مهلة حتى السادس من آب/أغسطس لاستكمال صفقاتها قبل تطبيق عقوبات أمريكية جديدة.
 
ومارست شركة "إيه.تي.آر" المملوكة لـ"إيرباص" و"ليوناردو فينميكانيكا" الإيطالية ضغوطا على السلطات الأمريكية للسماح بتسليم الطائرات التي صنعتها لإيران.
 
وفي أعقاب توقيع الاتفاق النووي الذي سمح لإيران باستئناف المعاملات التجارية مقابل كبح برنامجها النووي، طلبت شركة "إيران إير" شراء200   طائرة من شركات صناعة طائرات غربية، بينها 20 طائرة من طراز "إيه.تي.آر". لكن لم يتم تسليم سوى عدد قليل من الطائرات.
وقال مصنعو الطائرات إنهم لا يستطيعون استغلال المهلة بعدما ألغت واشنطن تراخيص التصدير التي تحتاجها جميع شركات صناعة الطيران الغربية لأنها تستخدم مكونات أمريكية بكثافة.
 
الايرانيون يترقبون بقلق بالغ تداعيات المرحلة المقبلة من العلاقات مع الولايات المتحدة، واستراتيجية الاخيرة بعيدة الأمد حيال طهران. مع العلم أن الايرانيين يرزحون أصلا تحت وطأة التراجع الكبير الذي شهده اقتصاد بلادهم وعملتهم الوطنية.
 
وكشف وزير العمل الإيراني علي ربيعي في حواره مع صحيفة «اعتماد» الإيرانية مساء أمس أن العقوبات الاقتصاديَّة، التي ستبدأ أولى حِزَمها غدًا، ستُعزز من ارتفاع معدل البطالة، وستجعل قرابة مليون شخص بلا عمل، وهو ما جعل النائب الأول للرئيس حسن روحاني يؤكد أهمية إصدار تسهيلات اقتصادية للمستثمرين، بالإضافة إلى تغيير جملة من السياسيات التي يتبعها البنك المركزي. 
 
وعن الانتقادات التي يواجهها روحاني على مستوى الداخل فقد طالبت أصوات دينية بارزة، إضافةً إلى نواب بالبرلمان، بعزل فريقه الاقتصادي نظرًا لفشلهم في إدارة أزمات البلاد، حسب تعبيرهم.
 
وتواصلت في مدن طهران وكرج وشيراز وقم، بجانب مدن أخرى، مظاهرات وتجمعات شعبية، وفقًا لمقاطع فيديو نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا ورفع المحتجّون شعارات من قبيل «يموت الإيراني ولا يقبل الذل، أيها المواطن أظهر غيرتك، الموت للديكتاتور… إلخ». وتأتي هذه الاحتجاجات في الشوارع الإيرانية بعد سقوط قيمة الريال الإيراني، وبعد اضطرابات اقتصادية عصفت بالبلاد، بجانب ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والمسكوكات.
 
وفي هذا الصدد، وردًّا على هذه المظاهرات الاحتجاجية، اتهم وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي، يوم الخميس الماضي، الدول الخارجية ومحاولاتهم الدائمة في خلق «توتر شعبي»، وهو ما جعل أبرز المراجع الدينية في إيران يصرح قائلًا: «إن لم نعالج مشكلات الشعب بشكل فعلي فإنهم سيلقون بنا في البحر».

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية