الحرب دائماً ما تثقل القلب.. وما صنع الإنسان عبر تاريخه من مآسٍ كما يصنعها أثناء الحروب حيث يغيب العقل ويدفن وتقام عليه المآتم، وإذا غيب الإنسان عقله الذي يميزه عن غيره من المخلوقات طغى وتجبر وجر المآسي عليه وعلى غيره، وهذا ما فعلته مليشيا الحوثي الكهنوتية التي جلبت على اليمن وشعبها الحروب والدمار بسبب غبائها السياسي وغياب العقل عن قياداتها التي تنفذ أجندة لا علاقة لها بالشعب اليمني.

 

لا تعي هذه الجماعة القادمة من الكهوف بأن الحرب عدو للإنسان لذلك تحدث فيها الكثير من القصص المأساوية التي تدمي القلب وما قصة "أم وسيم".. التي فقدت اثنين من أطفالها بجبهات ميليشيات الحوثي الكهنوتية، حيث خطفت طفليها (وسيم 16 عاما) ورمزي (13 عاما) وأعادتهما إليها جثتين هامدتين، ونجا أخوهما الأصغر فؤاد (11 عاما).

 

وتبدأ قصة (م . ع)، كما كشف عنها ناشطون وحقوقيون يمنيون، بانفصالها عن زوجها بعد إصابته بمرض نفسي، لتتحمل وحدها تربية أبنائهما الثلاثة، والكد من أجل إعاشتهم بعملها في الزراعة في إحدى القرى اليمنية.  ألحقت الأم أطفالها الثلاثة للتحصيل العلمي بدار الأيتام في صنعاء، وكانوا على تواصل هاتفي دائم معها، قبل أن ينقطعوا فجأة قرابة شهرين من مطلع عام 2018، فانتابها القلق والخوف لتفاجأ بمقتل ابنها الأكبر وسيم، بعد قرابة شهر من أخذه من قبل ميليشيات الحوثي والزج به مع إخوته الطفلين الآخرين (رمزي وفؤاد) للقتال في جبهة نهم (شرق صنعاء).

 

داهمت غيبوبة طويلة الأم المكلومة بفلذة كبدها، ودخلت بعدها في نوبات بكاء قطعت قلوب جميع أسرتها وكل من رآها، لتنتقل مع أخيها الذي تسكن عنده في صنعاء لاستلام جثته، كما طلب منهم الحوثيون، وعاد أخوه الأصغر فؤاد معه، لكن الميليشيات لم تسمح لطفلها الآخر رمزي بالعودة من الجبهة.  رفضت الأم وأخوها استلام جثة وسيم إلا بحضور طفلها الثالث رمزي، ودخلا في مشادات مع الحوثيين الذين اتهموهما بأنهما "دواعش"، وهي الصفة التي تلصقها بأي شخص يرفض أفكارهم تمهيدا لاعتقاله أو تصفيته، وقررت اعتقالها مع أخيها وطفلها العائد فؤاد، ما دفعهم إلى الهروب وترك جثة ابنهم التي دفنها الحوثيون لاحقا دون حضور أسرته. وكم من أمهات ثكالى.. وأرامل فقدن أزواجهن أو فلذات أكبادهن من أجل أن يُرضي قادة هذه الجماعة نزواتهم ويفرغوا حقدهم وأمراضهم الدفينة حمماً وبراكين مشتعلة على رأس الإنسان الذي كرمه الله وفضّله على كافة خلقه؟ الحرب بذرة حقدٍ تتوارثها الأجيال الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. ولكن ماذا نقول لجماعة تستمرئ القتل والتدمير وامتهان إنسانية الإنسان ومصادرة آدميته!.

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية