تفاقمت مؤخرًا حدة الصراع بين قيادات أجنحة مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانيًا، إثر خلافات عاصفة فيما بينها على تقاسم المنهوبات، وصلت إلى حد الإقالات من المناصب، في محاولات منها لإخفاء جزء من رائحة الفساد الذي ينتشر سريعًا في كل المناطق الخاضعة لسيطرتها. 
 
وتفيد مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء عن قيام المدعو مهدي المشاط رئيس ما يسمى "المجلس السياسي الأعلى" الذي يتبع المليشيا بإصدار قرار قضى بإطاحة أمين عام "المجلس الأعلى للشؤون الإنسانية والتعاون الدولي" المدعو عبدالمحسن الطاووس، بعد أن زادت الخلافات بينه وقيادات المليشيا حدة على عمليات النهب للمساعدات الإنسانية التي تقدر بملايين الدولارات. 
 
وبحسب المصادر فقد عين المشاط شخصية أخرى خلفًا للطاووس، وهو المدعو إبراهيم الحملي القيادي الحوثي المُكنى "أبو يحيى المطري" والذي كان يعمل لدى المليشيا مشرفًا لمحافظة حجة. 
 
يأتي ذلك بعدما كان القيادي السابق في صفوف مليشيا الحوثي الإرهابية المدعو عبدالرحمن المؤيد قد نشر في وقت سابق، عبر حساب وهمي باسم "الخميني زيد"، وثائق فضحت استحواذ الطاووس وعديد شخصيات على منهوبات لمساعدات إنسانية بملايين الدولارات، الأمر الذي قاد إلى اعتقال المؤيد والإفراج عنه، ثم اعتقاله مرة أخرى، حيث لا يزال قابعًا في السجن حتى اللحظة. 
 
ووفق ما تشير المصادر، فإن الإطاحة بالطاووس جاءت عقب أن فاحت قضايا فساده من خلال منصبه، وسعي تيار المشاط ومدير مكتبه المدعو أحمد حامد الذي ينتمي إليه الطاووس، سحب الكرة من ملعب الخصوم في الأجنحة الأخرى المنافسة لا سيما جناح المدعو محمد علي الحوثي. فضلا عن محاولة ذات التيار امتصاص غضب المنظمات الإغاثية الدولية التي دخل الطاووس في تجاذبات معها.
 
يذكر أن الطاووس المُكنى "أبو عادل"، كان قد عينه الحوثيون مشرفًا عامًا على ‎ذمار خلال الفترة من 2015م وحتى 21 مايو، 2017م حيث خلّف خلال الفترة ذاتها سجل حافل بالجرائم. 
 
وذكرت المصادر أن الطاووس مسؤول عن تصفية نحو خمسة من أدعياء السلالة ممن يوصفون بـ"هواشم ‎ذمار" داخل محلاتهم التجارية في بداية توليه إدارة المحافظة، وذلك على خلفية رفضهم الانصياع والقتال معه. 
 
وقالت إنه ‏خلال فترة توليه الإشراف على محافظة ذمار، قام بتكوين عصابات أمنية واقتصادية، ومن خلالها قام باغتيال أكثر من 6 قيادات سياسية، ومعارضه للمليشيا في المحافظة، علاوة على أنه قام بتأسيس عشرات السجون السرية، واختطف وعذب المئات من أبناء المحافظة فيها، منهم من قتل في تلك السجون تحت التعذيب ومنهم ما يزال فيها حتى اللحظة.
 
وأشارت المصادر إلى تولي الطاووس عمليات نهب واسعة طالت عائدات المكاتب الإيرادية وإيداعها في حسابات خاصة به، بالإضافة إلى نهبه عشرات المنازل والممتلكات العامة والخاصة بالمحافظة، وتفجير العشرات من المنازل.
 
كما عمل خلال إشرافه في تجنيد مئات الأطفال، وتسبب في مقتل أكثر من 4 آلاف شخص من أبناء محافظة ذمار أغلبهم من الأطفال بعد أن زج بهم في المعارك.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية