كشفت مصادر مطلعة وأخرى محلية في العاصمة صنعاء، عن فشل ذريع مُنيت به مليشيا الحوثي الإرهابية في العديد من حملات التجنيد التي دشنتها مؤخرًا هنالك لاستقطاب مقاتلين جدد، على خلفية إحجام شعبي واسع عن المزيد من الوقوع تحت تأثير الترغيب والتهديد للتضحية بالشباب وصغار السن في عتبة كاهن الكهف المدعو عبدالملك الحوثي، وأسياده في طهران. 
 
ولجأت المليشيا الحوثية إلى حملة دعائية كبيرة تحمّل ما تصفه بـ "العدوان الأمريكي" مسؤولية الأزمة الخانقة في المشتقات النفطية التي أحدثت تبعات سيئة على مختلف مناحي الحياة في مناطق سيطرتها، معتبرة أن الرد المناسب على "حصار المشتقات النفطية" حسب مزاعمها، هو "إعصار اليمن" في إشارة إلى تقديم المزيد من دماء اليمنيين عبر دعم حملات التجنيد التي يقودها زبانيتها، والمظاهرات التعبوية التي نظمتها اليوم الاثنين في العاصمة ومحافظات أخرى. 
 
ووصف مراقبون ذلك بالاستغلال القذر للأزمة المعيشية التي تسببت بها المليشيا الحوثية، وفق ما ثبت من مصادر رسمية وأممية وأخرى محايدة من مستوردي النفط في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيا.
 
وقالت المصادر ليومية «الشرق الأوسط» إن المليشيا مُنيت بفشل وصفته بـ«الذريع» في حملة حشد مزيد من المقاتلين في العاصمة المحتلة، عقب الحملة التي أطلقتها أخيراً بتوجيه من زعيمها.
 
وكانت المليشيا قد دشنت قبل نحو ثلاثة أيام حملة تجنيد في أوساط المدنيين، وقامت إثر ذلك بتشكيل فرق ميدانية يقودها مشرفون ومسؤولون موالون للمليشيا، حيث باشروا نزولهم الميداني لأحياء العاصمة من أجل استقطاب مقاتلين جدد.
 
وأكدت المصادر أن كل تلك المساعي والتحركات الحوثية قوبلت بإحجام وتجاهل كبيرين في أوساط السكان بعدد من أحياء صنعاء، تابعة لمديريات: "الصافية، والسبعين، والوحدة، والثورة، ومعين، والتحرير".
 
وفي السياق، شكا سكان في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، من عودة الانقلابيين مجدداً إلى تكثيف تحركاتهم ونزولهم الميداني إلى مناطقهم بالعاصمة ذاتها، لمطالبة الأهالي بإلحاق أبنائهم قسراً بالقتال في الجبهات.
 
وقال بعضهم: «إنه رغم تلك التحركات المتواصلة من قبل الجماعة الإرهابية، فإن غالبية اليمنيين باتوا مدركين تماماً خطورة الموقف، ويعدّونها مستهدِفة لهم ولأبنائهم من الشبان وصغار السن، من خلال الزج بهم قسراً في أتون حروبها العبثية، ليلقوا حتفهم، ثم يعودوا إليهم فيما بعد صوراً وجثثاً هامدة».
 
وذكرت مصادر أن المليشيا مُنيت في أعقاب النزول للمناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة بخيبة أمل كبيرة، فاقت كل آمالها وتوقعاتها.
 
وأشارت إلى أنه بسبب الإحجام الشعبي الملحوظ، لم يستجب لتلك الدعوات الحوثية للتجنيد والتعبئة في تلك المناطق المستهدفة سوى بضعة أفراد لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين.
 
وقالت إن قادة الحوثيين في صنعاء أعادوا إصدار تعليماتهم لأتباعهم بمعاودة النزول الميداني مجدداً إلى تلك المناطق، واستخدام كافة وسائل الترغيب والترهيب بغية إنجاح عملية التحشيد مرة أخرى.
 
وتضمنت بعض التعليمات -وفق المصادر ذاتها – حض المشرفين على استهداف المدارس الحكومية والخاصة في تلك المناطق، وإلزام القائمين عليها بتجنيد ما لا يقل عن 7 طلبة من كل مدرسة بصورة عاجلة.
 
وأفاد المصدر بأن القادة الحوثيين توعدوا أتباعهم والموالين لهم بعقوبات صارمة وحرمانهم من عدة امتيازات، حال فشلهم مرة ثانية في إنجاح حملة التجنيد والتعبئة.
 
ونتيجة للخسائر البشرية المهولة التي تكبدتها، ولا تزال، في جبهات مأرب وتعز والجوف وحجة، وغيرها، على أيدي الجيش المسنود بطيران التحالف العربي، استأنفت المليشيا الحوثية التابعة لإيران في الوقت الحالي حملة مكثفة لتجنيد المدنيين، شملت جميع المحافظات والمدن والقرى والعزل الواقعة تحت سيطرتها.
 
وكانت مصادر يمنية مطلعة، قد كشفت في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، عن إطلاق المليشيا حالة استنفار قصوى في صنعاء ومدن أخرى، ودعوة أتباعها إلى إطلاق حملة تجنيد، تشمل كافة المستويات الرسمية والشعبية والنخبوية، رفداً لجبهاتها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية