عقب الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف محيط القنصلية الأميركية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، دون أن يلحق أي أضرار بمبنى القنصلية قيد الإنشاء، أكد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي على ضرورة احترام سيادة بلاده من مختلف الجهات.

جاء ذلك خلال زيارة أجراها إلى المحافظة الاثنين، يرافقه وزيرا الدفاع والداخلية، حيث التقى عدداً من المسؤولين، بينهم رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، ورئيس الوزراء مسرور بارزاني.

وجرى خلال اللقاء بحث مجمل الأوضاع في البلاد، وأهم تداعيات القصف الصاروخي الذي استهدف أربيل، حيث تم التأكيد على رفض الاعتداء الذي تسبّب بترويع المدنيين.

كما شدد الكاظمي على الترابط بين بغداد وإربيل، قائلاً: "بغداد حاضرة هنا في أربيل، كما أن أربيل حاضرة في بغداد"، مؤكداً على ضرورة احترام سيادة العراق من مختلف الجهات.

وأوضح أنه أبلغ الجهات المعنية رسمياً بالأمر عبر الطرق الدبلوماسية، في إشارة إلى استدعاء السفير الإيراني.

كذلك شدد على "ضرورة اعتماد الأدلة وليس الاكتفاء بالشكوك" من أجل إطلاق الاتهامات.

ودعا القوى السياسية العراقية إلى توحيد الكلمة إزاء سيادة البلاد، لكي يكون ما حصل حافزاً لحل الإشكالات وتوحيد الصف أمام التحديات التي تواجه البلاد.

إلى ذلك، تفقد الكاظمي الموقع الذي طاله الاعتداء الصاروخي، والتقى بالأهالي. كما تفقد قناة كردستان 24 الفضائية، التي تعرضت هي الأخرى لأضرار بسبب القصف الصاروخي.

يشار إلى أن وزارة الخارجية العراقية كانت استدعت، الأحد، سفير طهران لدى بغداد، وسلمته مذكرة احتجاج.

وقال أحمد الصحاف، وهو متحدث باسم الخارجية العراقية، إن "الوزارة استدعت سفير إيران وسلمته مذكرة احتجاج، معبرة عن موقف العراق الواضح بهذا الأمر".

جاء ذلك بعد أن أقر الحرس الثوري الإيراني، الأحد، رسمياً بضلوعه في الهجوم. وقال في بيان رسمي، إنه استهدف ما وصفه بـ"المركز الاستراتيجي للتآمر الإسرائيلي" ليل السبت الأحد، بصواريخ قوية ودقيقة تابعة لقواته.

غير أن حكومة إقليم كردستان، أكدت أن الهجوم استهدف موقعاً مدنياً، مشيرة إلى أن تبرير ضرب قاعدة إسرائيلية بالقرب من القنصلية الأميركية يهدف لإخفاء دوافع هذه الجريمة الشنيعة، مبينة أن مزاعم مقترفي الهجوم أبعد ما تكون عن الحقيقة.

12 صاروخاً باليستياً

يذكر أن جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان كان أوضح، الأحد، أن الهجوم نفذ بـ"12 صاروخاً باليستياً" أطلقت "من خارج حدود الإقليم وتحديداً من جهة الشرق".

وغالباً ما يشهد العراق الذي يملك حدوداً شرقية واسعة مع إيران الداعمة لفصائل وميليشيات محلية عدة، هجمات صاروخية أو بالطائرات المسيرة على قواعد ومصالح أميركية.

فمنذ اغتيال الولايات المتحدة لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في يناير 2020، استهدفت عشرات الهجمات مصالح أميركية بصواريخ وطائرات مسيرة.

كما استهدفت طهران في الثامن من يناير 2020، رداً على هذا الاغتيال، بـ22 صاروخاً باليستياً قاعدة عين الأسد غرباً وقاعدة أربيل شمالاً، اللتين تضمان قوات أميركية.

وفي حين لا تتبنى أي جهة تلك الهجمات عادة، فإن واشنطن غالباً ما تنسبها إلى فصائل موالية لطهران، دأبت خلال السنوات الماضية على المطالبة بانسحاب كامل القوات الأميركية من العراق.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية