انتهز يمنيون قاطنون في مناطق سيطرة الحوثيين فرصة استئناف الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء الدولي بقطع تذاكر وحجز مقاعد على الخطوط الجوية اليمنية لكنهم فوجئوا عند وصولهم المطار بمنعهم من السفر.
 
إقدام الحوثيين على حرمان المدنيين من السفر عبر المطار ووضع قوائم سوداء لكل من لا يسير وفق مسيرتها التدميرية يضع الرحلات الجوية في خانات أهداف أخرى ليس منها "الهدف الإنساني" الذي تتاجر به المليشيا لتحقيق مصالح سياسية، ويفتح الباب على مصراعيه أمام استنتاج الدوافع الحقيقية من اشتراطها هذه الرحلات للموافقة على الهدنة.
 
وهذا يستدعي من الحكومة المعترف بها دوليا الوقوف بحزم أمام تقييد حركة السكان وانتهاك حقهم في التنقـل مع أول اختبار حقيقي لمصداقيتها، ويلزم الأمم المتحدة باتخاذ موقف "أخلاقي" بمساءلة المليشيا وأخذ التزامات بعدم تكرارها.
 
وللتذكير ابتزت القيادات الحوثية المجتمع الدولي بملف "مطار صنعاء" لسنوات عدة برفع قميص "الوضع الإنساني" وتضخيم آثار وتداعيات إيقاف الرحلات على السكان؛ في الوقت الذي كان للحكومة الشرعية والتحالف العربي تحفظات ومخاوف جدية بشأنه أهمها استخدامه لأغراض عسكرية.
 
عموماً، يبدو أن الهدنة التي بدأت العد التنازلي لانتهاء فترتها الأولى على وشك إعلان الأطراف تمديدها لفترة أطول بكثير من سابقتها، والحكومة بحسب الأخبار المتداولة تشترط فتح طرق تعز وكذا توريد إيرادات موانئ الحديدة لإعلان التمديد، وأعتقد أن عدم منع الراغبين في السفر عبر مطار صنعاء لا يقل أهمية عن سابقيه وعليها وضعه في الحسبان.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية