أصدر مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في اليمن بياناً مؤرخاً 3/6/2022 يتحدث عن  الهدنة في اليمن.
 
‏كان البيان إنشائيا سرياليا يتحدث عن انتهاكات للهدنة لكنه مرر مفاهيم سياسية تخرج المفوضية عن أهداف إنشائها والتي من أهمها التصدي لانتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة والعمل على الوقاية منها.
وعلى الرغم من إشارة البيان إلى سقوط ضحايا مدنيين جراء الألغام والأجسام المتفجرة وكذا استهدافهم بالقصف إلا أنه تحاشى ذكر الجهة المسئولة عن ذلك مع أن كل التقارير والمؤيدة بالأدلة القاطعة تؤكد أن الحوثي هو المسئول عن زراعة الألغام، لكن البيان قال إن الضحايا سقطوا في مناطق الحكومة بما يوحي للقارئ غير المطلع على ما يحدث في اليمن أن البيان يحمل ذلك ضمنا للحكومة اليمنية. 
 
‏فضلاً عن أن المفوضية التي يرأسها رينو الذي استقبلته الحكومة في عدن وتديره جهات مرتبطة بإيران تحدث عن أن الشرعية يدعمها التحالف العربي مع أن ذلك أمر سياسي كان يفترض ألا تذكره المفوضية، لانه امر لا يدخل ضمن اختصاصها.
 
‏لكنه في المقابل ذكر الحوثيين الذين وصفّ مجلس الأمن أعمالهم بكونها إرهابية ذكرتهم المفوضية بكونهم أنصار الله دون ذكر تبعيتهم المعروفة لإيران. 
 
‏والأمر الأغرب أن البيان حاول ضمناً تحميل الضحايا من المدنيين المسئولية عن سقوطهم بألغام الحوثي بالقول إنهم يغامرون بدخول المناطق المزروغة بالألغام مع أنها تعلم والأمم المتحدة تعلم أن الحوثي يرفض إعطاء خرائط عن أماكن هذه الألغام التي يتفنن في زراعتها بل وفي تمويهها وصناعتها على هيئة الشجر او الحجر او اشياء لا يمكن ان يخطر ببال الشيطان ان يفعلها.
 
‏وتواصل المفوضية في بيانها العجيب تواصل مطالبة الأطراف بالتعاون مع فرق إزالة الألغام...!!!!
 
‏مع أن الجميع يدرك أن الحوثي كما أسلفنا هو من يزرع الألغام ومشروع مسام المدعوم من السعودية هو من يقوم بازالتها..
‏الحوثي يرفض إعطاء الخرائط ويزرع مزيدا من الألغام.
‏والاعجب من ذلك أن الأمم المتحدة تدعمه لازالتها.
 
النقطة المضيئة الوحيدة في البيان الفلتة هو في اشارته الى ان الحوثي هو من يحاصر مدينة تعز منذ العام 2015.
 
‏ولكنه كالعادة اراد ان يكحلها فعماها كما يقول المثل.. ‏اذ انه طالب الاطراف كافة بذل جهود جدية لضمان اعادة فتح الطرقات..!!!!
 
‏لا ادري ما تفعل الحكومة مثلا ‏وقد قدمت تنازلات كبيرة جدا ومؤلمة، منها: ‏فتح مطار صنعاء والقبول بجوازات مزورة صادرة عن المليشيا على الرغم من ان الحوثي يمنع السفر الا لمن اراد. 
 
‏سمحت باستمرار تدفق النفط على الرغم من رفض الحوثي تسليم الرواتب من عائداته كما كان الاتفاق، ‏وافقت على تجديد الهدنة. 
ومع كل هذه التنازلات لا تزال مدينة تعز المحاصرة من قبل المليشيا منذ 7 سنوات باعتراف المفوضية والأمم المتحدة.
 
‏إلا أن المفوضية لم تكلف نفسها إصدار بيان تطالب فيه المليشيا برفع الحصار فوراً عن المدنيين وإيقاف قتل الأطفال والنساء وإطلاق المعتقلين والكف عن زراعة الألغام وإعطاء خرائط..

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية