موتٌ بطيئ وحياة تذبل كل يوم خلف قضبان السجون والمعتقلات السِّرية لمليشيات الحوثي، على أيدي جلادين لا تعرف الرحمة إلى قلوبهم طريقاً، وتحت التعذيب الوحشي مات المئات من المختطفين والمخفيين قسراً داخل مئات السجون التي شيدتها المليشيات المدعومة إيرانيًا في العاصمة صنعاء، وغيرها من المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
 
الآلاف من الشباب اليمنيين أُختطفوا وعذّبوا، والبعض منهم توفوا دون أن يحظوا حتى بفرصة الوداع الأخير لأسرهم.
 
جرائم متواصلة
 
الصحفيون كان لهم النصيب الأوفر من تلك الاعتقالات والتعذيب، فالحقيقة هي العدو الأول لمليشيا دأبت على الكذب والتضليل والخرافة والقتل والتنكيل.
 
وتكشف المعلومات الواردة من مناطق سيطرة المليشيات الحوثية عن تجارب مروِّعةٍ لمختطفين تعرضوا لأشد أنواع التعذيب المتفشّي، وضروب من المعاملة السيئة خلال 8 سنوات من عمر الانقلاب الحوثي.
 
ومن جرائم التعذيب التي تعرض لها الصحفيون: الحرمان من النوم، ومن الزيارات ورؤية الأبناء، والعلاج، ومنعهم من الأكل ودخول دورة المياه، وتكبيل الأيدي والأقدام، والسحل، والاعتداء بالكلاب البوليسية، كما تؤكد منظمات محلية ودولية.
 
جرائم مليشيا الحوثي بحق الصحفيين ارتكبت بشكل ممنهج، ووصلت إلى إصدار أحكام بالإعدام لأربعة صحفيين تختطفهم منذُ نحو سبعة أعوام، هم: "عبد الخالق عمران، وتوفيق المنصوري، وأكرم الوليدي، وحارث حميد".
 
وما تزال جرائم الحوثيين ضد الصحفيين مستمرة، وكان آخرها اختطاف الصحفي يونس عبدالسلام منذُ أكثر من 10 أشهر، ومارسوا عليه شتى أنواع التعذيب، وبحسب المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين "صدى" تعرض "عبدالسلام" لتعذيبٍ ممنهجٍ ووحشيٍ، ومعاملةٍ قاسيةٍ أدت إلى تدهور صحته.
 
وأوردت المنظمة، في بيان صادر عنها، أن معلومات أسرة المختطف تؤكد تدهور حالته النفسية والصحية بشكل كبير، خاصة بعد عزله في سجن انفرادي لمدة 3 أشهر. 
 
أسرة "عبدالسلام"، وبحسب البيان، أكدت أن ذلك الإجراء الحوثي أدى إلى تفاقم حالته النفسية والصحية التي كان يعاني منها مسبقًا بشكل كبير، ويمتلك تقارير طبية بذلك. 
 
ويعاني الصحفي عبدالسلام من مشاكل صحية مثبتة بالتقارير الطبية من قبل اختطافه، إلا أن مليشيات الحوثي رفضت الإفراج عنه، على الرغم من وعودها السابقة، وطلبها توفير ضمانة من أجل إطلاقه والتي سعت أسرته لتوفيرها بعد عناء ومشقة. 
 
تعذيب وحشي
 
منظمة "صدى"، حقوقية تُعنى بالدفاع عن حقوق الإعلاميين اليمنيين وحرياتهم وتتبنى قضاياهم، حمّلت المليشيات المسئولية الكاملة عن حياة وسلامة الصحفي "عبدالسلام"، وجميع الصحفيين المختطفين في سجونها، ودعت المبعوثين الأممي والأمريكي إلى اليمن، إلى ممارسة الضغط على المليشيا للإفراج الفوري عن الصحفيين المختطفين.
 
وطالبت المنظمة لجنة الصليب الأحمر الدولي في صنعاء، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، تنظيم زيارة عاجلة للصحفي يونس عبدالسلام وكافة الصحفيين المختطفين، والاطمئنان على حالتهم الصحية والنفسية جراء استمرار المليشيا الحوثية في احتجازهم تعسفيًا، لا سيما أن بعضهم محتجز منذ سنوات. 
 
وكانت منظمة صدى رصدت في تقرير سابق لها تحت عنوان "ثمن الخذلان"، نحو 25 نوعًا من أساليب التعذيب التي تعرض لها المختطفون في سجون المليشيا الحوثية، منهم الصحفيون، والتي من أبرزها: التعليق على الأيدي والأرجل والصعق الكهربائي، والتعليق على شكل صليب، والسجن الانفرادي، وتنفيذ حالات إعدام وهمية، والتهديد بسجن عوائلهم، والحبس مع مختلين عقليًا، والضرب بالسلاسل.
 
كما شمل التعذيب الضرب في مناطق متفرقة من الجسم وخاصة الوجه والأنف، واللكم في البطن، والدوس عليهم وهم ملقون على الأرض، والرش بالماء البارد خلال الشتاء القارس، وتركهم في أماكن مفتوحة خلال الليل، والتهديد بوضعهم دروعًا بشرية لقصف الطيران، وكذا التعامل بعنف أثناء نومهم، وإرغامهم على شرب المياه الملوثة، وحمل القوالب الإسمنتية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية