أواخر يوليو الماضي، كانت الطالبة أحلام على بعد خطوة من تحقيق حلمها ببدء دراستها الجامعية في كُلية الطب بجامعة صنعاء؛ لكن الحلمُ تبخر حينما عرضت عليها الكلية اشتراطات مالية لقبولها في نظام النفقة الخاصة، ما أجبرها على تأجيل البت في مواصلة المشوار التعليمي من عدمه، والعودة محبطةً إلى مسقط رأسها في محافظة إب.
 
تقول أحلام لوكالة "2 ديسمبر" إنها غادرت مسقط رأسها نحو صنعاء وهي ترى مستقبلها أمام عينيها، وحلّت بها الصدمة عندما أُخبرت في كلية الطب أن نظام التعليم الموازي قد أُغلق، وليس بوسعها سوى التسجيل في نظام النفقة الخاصة الذي تعمدت مليشيا الحوثي توسيعه و تحويله إلى نظام بديل عن النظام الموازي من أجل التكسب والاستغلال.
 
وأضافت: "معدلي الثانوي مع الأسف 84% لم يسمح لي التسجيل في النظام العام، كان الخيار أمامي النظام الموازي فقط، وهذا النظام يشترط على الطالب دفع 6 آلاف دولار سنويًا". وأردفت: "لو أن لدي هذا المبلغ أستطيع فتح مشروع استثماري ضخم أفضل من دفعه من أجل الحصول على مقعد جامعي يفترض أن أحصل عليه دون عناء".
 
الطالبة مارينا هي الأخرى، كان اسمها قد أُعلن ضمن قوائم الطلاب المقبولين في كلية الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، وعندما ذهبت لاستكمال إجراءات التسجيل بعد القبول، تفاجأت بشطب اسمها من القائمة، وعرضت عليها الكلية التسجيل في نظام النفقة الخاصة بهدف ابتزازها؛ وعندما لم تجد من ينصفها قررت التسجيل في كلية أخرى.
 
وأكدت لوكالة "2 ديسمبر" أن عشرات الطلاب في كليات مختلفة واجهوا نفس أساليب الاستغلال، حيث يتم محو أسمائهم بعد إعلان قبولهم رسميًا، وإدراج أسماء أخرى لطلاب عادة ما يكونوا أبناء مسؤولين وقيادات نافذة تستقوي بمواقعها لفرض واقع إجباري في الجامعة على حساب مستقبل الطلاب المتفوقين.
 
وقالت مصادر أكاديمية، إن الفساد في جامعة صنعاء أصبح يغزو مختلف كلياتها، وإن المليشيا الحوثية حوّلت الجامعة إلى منصة لتكريس النهج الطائفي، ومنشأة استثمارية لجمع الثروة عبر مضاعفة الرسوم الدراسية وتخفيض قبول الطلاب في النظام العام لدفعهم إلى خيار النفقة الخاصة.
 
وأشارت المصادر إلى أن المليشيا افتتحت أقسامًا جديدة في الكليات على أساس ترويجي لجذب الطلاب رغم عدم وجود كوادر تعليمية كافية، كما أوهمت الطلاب بفتح أبواب التسجيل لنيل شهادات الدكتوراة في بعض الكليات، وهي شهادات غير معترف بها أصلًا، الهدف منها الجباية والاستغلال.
 
يشار إلى أن الأموال التي تجنيها مليشيا الحوثي من جامعة صنعاء تذهب لقياداتها ومسؤوليها، وليس لتطوير أنظمة التعليم والرقي بالعملية التعليمية، في حين يكابد آلاف الأكاديميين العناء، بمن فيهم دكاترة وأكاديمو جامعة صنعاء، بسبب استمرار المليشيا الحوثية في نهب رواتبهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية