مضت سبعة أشهر على تحرير مديرية عسيلان بمحافظة شبوة من رجس المليشيا الحوثية الكهنوتية، على يد أبطال القوات المشتركة ممثلة بألوية العمالقة وبمساندة رجال القبائل المخلصين.
 
من عسيلان انطلقت شرارة مقاومة المشروع الإيراني-الحوثي في المحافظة، حيث شهدت الحرب جولتين من المعارك: الأولى، عند غزوها في 2015م واستمرت حتى ديسمبر 2017م. والجولة الثانية، في يناير من العام الجاري.
 
وكانت عسيلان موضوع حديث صحفي لوكالة "2 ديسمبر" مع مدير عام المديرية، رئيس السلطة المحلية، العميد ناصر علي القحيح الحارثي، تناول فيه الإنجازات والطموح لدى القيادة المحلية للمديرية لتجاوز ما خلفته الحرب الحوثية من مشكلات على مختلف الأصعدة.. فإلى الحديث:
 
خسائر
 
في مستهل ردوده تطرق الحارثي إلى الخسائر المادية التي طالت سكان المديرية، جراء جولتين من الحرب الحوثية، كاشفاً عن تقديرات أولية بلغت 30 مليون دولار، ومناشداً القيادة السياسية "ممثلة بمجلسها الرئاسي برئاسة الدكتور رشاد العليمي وبقية أعضاء المجلس الرئاسي الموقرين، وسلطتنا المحلية بشبوة والمحافظ بالتوجيه العاجل وسرعة إعادة إعمار المنازل وتعويض المتضررين بشكل مجزٍ وعادل".
 
وأشار إلى تسبب المليشيا الحوثية بموجات نزوح وتهجير وتشريد أبناء كثير من القرى والمناطق عن منازلهم وممتلكاتهم "ولم يستطع الكثير منهم العودة لمنازلهم التي تم تدميرها وتفجيرها، بمختلف أنواع القذائف والصواريخ الباليستية والألغام، ولا يزالون يعانون ويلات النزوح والتهجير ويتحملون التكاليف المادية والنفسية جراء ذلك".
 
مهام عاجلة
 
ونوه إلى بعض من جهود قيادة السلطة المحلية في عسيلان للوصول إلى تطبيع الحياة بالمديرية عقب تحريرها من دنس مليشيا الحوثي التابعة لإيران، واصفاً تلك الجهود بالاستثنائية والكبيرة أثناء وبعد حرب التحرير الأخيرة.
 
وأكد أن السلطة المحلية وأبناء المديرية الشرفاء وقوات العمالقة كانوا يداً واحدة لتحرير وتطهير المديرية من دنس المليشيا، "وهذا جعل وجودنا وتواصلنا سريعاً مع أبناء المديرية، ومكننا من معرفة كل مناطق الدمار والأضرار والخطر".
 
وعند انتهاء الحرب وتحرير المديرية "اتخذنا عدداً من القرارات المهمة لتطبيع الحياة اليومية منها طلب حضور مديري وموظفي السلطة التنفيذية للدوام الرسمي والالتزام بالحضور اليومي والانعقاد الطارئ وبشكل شبه مستمر للوقوف أمام الأوضاع والاحتياجات ووضع الخطط السريعة لإعادة الأوضاع لطبيعتها، وتحديد الأولويات".
 
وعلى رأس المهام العاجلة التي حددتها السلطة المحلية، كان التطهير الأولي للمنشآت المدنية والخدمية والطرق الرئيسية من الألغام والذخائر والأجسام المشبوهة، التي زرعتها المليشيا الحوثية، ثم الالتفات إلى إعادة عمل المنشآت الأمنية للقيام بمهامها، فالمنشآت الصحية خاصة مستشفى عسيلان، وقطاع التربية والتعليم وتأمين المدارس، وإصلاح الأعطال الرئيسية في شبكة الكهرباء التي تضررت لاستئناف خدمة التيار الكهربائي لمركز المديرية، وأيضاً تم فتح الطرقات ورفع المخلفات من المنشآت المتضررة، ثم شُكلت لجان لحصر الأضرار في كل الجوانب والقطاعات الحكومية والمدنية. حسب مدير المديرية. 
 
وأشاد بدور السلطة المحلية في المحافظة وفي مقدمتها المحافظ عوض بن الوزير في دعم القيادة المحلية للمديرية وسرعة تجاوبه في التوجيهات اللازمة وتوفير الإمكانات العاجلة، ما أسهم بصورة رئيسة "في تطبيع الحياة بشكل مقبول وسريع رغم وجود كثير من العراقيل وشحة الإمكانات". 
 
إنجازات
 
وعن الإنجازات المتحققة في المديرية منذ تعيينه، رد الحارثي، بأنه على الرغم من حالة الدمار شبه الكلي للبنية التحتية والأساسية في عسيلان، "وبرغم قصر الفترة منذ التعيين فقد عملنا دون كلل، ورغم ما واجهناه ونواجهه من صعوبات وشح إمكانات"، على إنجاز عدد من المشاريع الهامة "منها ما أنجز كلياً، ومنها قيد الإنجاز والعمل أو وقعت عقودها وفي طور البدء، وفي مختلف القطاعات". 
 
وفصّل مدير المديرية العميد ناصر الحارثي المشاريع على النحو التالي:
 
• في المجال الأمني:
أوضح مدير المديرية أن هذا المجال تعرض لتدمير ممنهج من قبل مليشيا الإجرام الحوثية بما فيه نهب ما كان موجوداً من إمكانات، "وقد عملنا بدعم المحافظ، ومساعدة إدارة أمن المحافظة" على:
- توفير المستطاع من إمكانات واحتياجات لاستعادة دور الأمن العام بشكل متدرج.
-تعيين مدير لإدارة أمن المديرية لتفعيل دورها والالتزام بالعمل والتواجد المستمر.
-الإسهام بتوفير الإمكانات للعمل من محروقات... وغيرها.
-المساعدة لقوات الأمن العام للقيام بواجباتها، ودعمها وقت الحاجة بالإمكانات والأفراد من قطاعات الجيش بالمديرية لفرض الأمن والاستقرار. 
- المساعدة والرفع لجهات الاختصاص لتفعيل كل أقسام الأمن، خاصة في مهام البحث والتحري والنيابة والسجون، وقد فعلت تلك الأقسام وتقوم بدورها في حفظ الأمن.
 
• في مجال مكافحة الألغام:
أكد مدير عام مديرية عسيلان، أن مليشيا الكهنوت الحوثي زرعت آلاف الألغام والعبوات الناسفة لإلحاق القتل والتدمير والخسائر بأكبر عدد من السكان "وما يعكسه ذلك من حقد ومنهجية قتل تحمله في سلوكها وتزرعه في كل شبر تطؤه أقدامها".
 
وأضاف إن المليشيا "زرعت الألغام والعبوات الناسفة في الطرق الرئيسة والفرعية والمدارس والمساجد والمنازل وأحواش المواشي وأماكن الإبل وتحت كل شجر وحجر، وتسببت بمزيد من المعاناة للمواطنين وراح ضحيتها العشرات من الأبرياء وكثير من الممتلكات والمواشي وما زالت المعاناة مستمرة". وبشأنها اتخذت السلطة المحلية بالمديرية الإجراءات التالية:
 
- الرفع للمحافظ بسرعة إرسال فرق نزع الألغام، وتم التجاوب من قبله والتوجيه للبرنامج الوطني لنزع الألغام بإرسال فرق نزع الألغام بشكل عاجل.
- الطلب من المواطنين وخاصة في قرى التماس والحرب بالتريث وعدم التسرع في العودة حتى يتم تأمين الطرق والمنازل ونزع الألغام منها.
- تحذير المواطنين من لمس أو التعامل مع أي أجسام مشبوهة وإبلاغ السلطات عنها، وساهم ذلك في تقليل الخسائر.
- نزع آلاف الألغام بمساعدة فرق البرنامج الوطني لنزع الألغام بشكل رئيس، وأصحاب الخبرة والكفاءة من أبناء المديرية.
- تحديد الطرق والمنشآت المدنية من مدارس ومنازل ومرافق خدمية كأولوية في تطهيرها من الألغام، "وما زال العمل مستمراً في ذلك، وساهمت السيول في إظهار كثير من الألغام في مجاري الوديان وعند القيود والحواجز والقنوات".
- تحديد مسارات وعلامات في الطرق والأماكن الفرعية التي طهرت من الألغام كمناطق ومسارات آمنة للمواطنين والمركبات، للالتزام بها وعدم الخروج منها للحفاظ على حياتهم.
 
• في مجال الطرق:
- إعادة تأهيل طريق الحمى -سعدة، أنجزت المرحلة الأولى منه مع السفلتة من الحمى إلى منطقة العكدة، والبدء بالمرحلة الثانية إلى منطقه سعدة، وكذا خط فرعي من الخط الرئيس بالعكدة إلى المستشفى.
- إرساء مناقصة وتوقيع عقود مشاريع تأهيل طريق النقوب -حريشفة- الحنو.
- إرساء وتوقيع عقود مشروع شق طريق السليم -العبيلات. 
- إرساء وتوقيع عقود شق طريق نعظة- العبيلات، بمرحلتين بطول 30 كم لكل مرحلة.
-تأهيل الطريق الرئيس النقوب -عتق.
-إصلاح الأضرار والعبَّارات ورفع الرمال والعديد من الأعمال الصغيرة والفرعية في مجال الطرق الإسفلتية والترابية.
 
• في المجال الصحي:
- مستشفى عسيلان، حيث تم تأهيل وصيانة شاملة للمستشفى عبر المنظمات الدولية، بما في ذلك رفع القدرة الاستيعابية وزيادة أسرّة الرقود، وتوفير المعدات والأجهزة الطبية المهمة والضرورية، وتوفير مولد كهرباء رئيس عبر شركة بترو مسيلة، أيضاً تم إنشاء محرقة للتخلص الآمن من النفايات والمخلفات الطبية، إضافة إلى إنهاء الأعمال في مبنى العيادات الخارجية للمستشفى واستلامها ودخولها الخدمة، واستحداث تخصصات طبية لم تكن موجودة سابقاً بالمستشفى.
- استلام مشروع إنشاء الوحدة الصحية بقرية آل سراج حويلة.
- توقيع عقد بناء المركز الصحي "الصفحة" الذي يتم تنفيذه، وقطع نسبة إنجاز قرابة 30%.
- تأهيل وصيانة عدد من الوحدات الصحية بالمديرية منها ترميم وتأهيل الوحدة الصحية في الهجر والحمى عبر المنظمات الدولية.
 
• في القطاع الزراعي:
- إعداد الدراسات والتصاميم لعدد من السواقي وقنوات الري، والتواصل بالجهات المعنية بالمحافظة من زراعة وصناديق عاملة ومنظمات ومشاريع مختلفة، لإيجاد التمويل والتنفيذ.
- اعتماد وتصديق الصندوق الاجتماعي للتنمية فرع المكلا على تنفيذ عدد من المشاريع الاستراتيجية في عسيلان وذات الألوية ومنها إعادة قيد ساقية الخير بوادي بيحان منطقه خالدة، وكذا عمل قيد لقناة هجر آل شيخ قرية الهجر منطقة النقوب، وأيضاً تأهيل وترميم وصيانة سد النقوب. "وأُنجزت الدراسات والتصاميم وشُكلت لجانها الأهلية، وسوف تُنفذ بطريقة عقود محلية مجتمعية".
- إنجاز مشروع بوابات وحمايات بلاد آل ناصر عبدالقادر بخيت عبر الصندوق.
- تنفيذ مشروع قيد ساقية آل بخيت عبر مشروع الأشغال العامة.
- تنفيذ عدد من الحمايات الزراعية منها حماية قرية النقوب عبر منظمة الهجرة، وحماية قرية الصرر وحماية بئر الخيالة. 
 
• في مجال المياه:
- حفر بئر مشروع مياه "آره آل سحاق". 
- تنفيذ مشروع شبكة داخلية لمشروع مياه منطقة آره آل إسحاق، أنجز بنسبة 30% عبر الأشغال العامة.
- تأهيل وصيانة شبكة مياه الهجيرة عبر المنظمات الدولية. 
- مشروع حفر بئر مع الشبكة ووحدة ضخ غطاس لقرية الحمى عبر منظمة فاروق أحمد.
- إعداد تصاميم مختلفة ودراسات لمشاريع مياه الشرب في عدد من القرى والتجمعات السكانية، تشمل رسومات وكميات وتصاميم خزانات برجية مختلفة السعات وشبكات توزيع ومنظومات طاقة شمسية لمشاريع مياه الشرب.
 
• في مجال التربية والتعليم:
إعطاء الأولوية لإعادة إنشاء المدارس الصغيرة واستيعاب الطلاب في الفصول بدلاً عن الخيام أو الدراسة في العراء، خاصة في القرى التي كانت ساحة حرب وتعرضت مدارسها للتفجير.
 - بناء مدرسة الهجر، ثلاثة فصول مع السور الخارجي، أنجزت واستلمت نهائياً.
- إعادة بناء مدرسة آل منصر، أربعة فصول مع حمامات ودرج، أنجزت بنسبة 90%. 
- تأهيل مدرسة حماس وبناء سور ووحدة حمامات.
- تأهيل وصيانة مدرسة الحنو للبنين أساسي عبر مشروع الأشغال.
 
• في مجال الكهرباء: 
- تنفيذ مشروع خط الكهرباء الغازية للشريط الصحراوي "آره جباح"، تم إنجازه.
-تنفيذ مشروع توريد مواد كهرباء خط الضغط العالي من "ذهبا"، تحت التنفيذ.
 
احتياجات
 
أما أبرز احتياجات مديرية عسيلان خدمياً وتنموياً، فلخصها مدير المديرية الحارثي بالآتي:
 
• في جانب المباني الحكومية:
- مبنى إداري متكامل ومبانٍ إدارية للمكاتب التنفيذية وفروع الوزارات.
-مبنى لإدارة الأمن والأحوال المدنية ومباني التوقيف والحجز والسجون.
-مجمع قضائي متكامل.
-منشآت للأنشطة الرياضية والثقافية.
 
• في الجانب التنموي والخدمي:
- الطرق: مشاريع الطرق الرئيسة والفرعية التي تربط مناطق المديرية المختلفة.
- التربية والتعليم: مدارس متكاملة، بنين وبنات، ومجمعات تربوية أنموذجية.
- الصحة: تأهيل عدد من الوحدات الصحية القائمة والمراكز الصحية، وتطوير مستشفى عسيلان.
- الزراعة: تدخلات كبيرة من حواجز وقيود زراعية للحد من خطر السيول على القرى والأراضي الزراعية والاستفادة من الري السيلي، وتنفيذ بوابات تحكم لعدد من السواقي والقنوات الكبيرة التي تشكل خطراً مستمراً.
- الكهرباء: استكمال مشروع الكهرباء الغازية لتغطية كل مناطق المديرية وقراها. 
- البيئة: مشاريع صرف صحي للتجمعات السكانية الكبيرة، وكذا أماكن مؤهلة ومجهزة كمقالب لطمر المخلفات والنفايات.
 
ولفت الحارثي إلى أن تلك الاحتياجات "جزء بسيط من احتياجات بعض القطاعات الرئيسة، وليس كل ما نطمح لتحقيقه ونحتاجه، فما زال عدد من القطاعات لم تذكر لعدم الإطالة".
 
صعوبات
 
وبالنسبة للصعوبات التي تعوق عمل السلطة المحلية في عسيلان، ذكر مدير المديرية أنها تتعلق بشبه انعدام الإمكانات المادية، مع توقف الموازنة العامة للدولة، وحجم الأعباء الكبيرة في ظل الانهيار الاقتصادي، وضعف الإيراد المحلي من ضرائب وغيرها، وتوقف الإنتاج النفطي.
 
وقال: "نحن والشعب اليمني كله يضع كل الثقة بالسلطة الشرعية، للخروج من الوضع الراهن واستعادة الدولة، وتعافي الاقتصاد وحركة دورانه، وإعادة تصدير النفط والغاز الذي سينعكس إيجاباً على وضع البلد عامة والمناطق المنتجة خاصة لحل كثير من المشاكل وتجاوز الصعوبات".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية