يتصور البعض أن اغتيال 17 طفلاً ما هو إلا نتيجة عابرة لدواء مهرب بغباء صيدلي تم صرفه لمستهلك قروي لا يقرأ ما هو مكتوب في الروشتة، وأن الدكتور المختص بمتابعة مواعيد جرعات العلاج يجيب عن هذا السؤال: كيف تصرف القرويون أولياء الضحايا في تقديم العلاج الكيميائي، والذي من المفترض الرجوع له في التدقيق لهذا العلاج. 
 
وبالطبع ليس من الصعب إيجاد المبرر لإخراج المتهمين بهذه الجريمة من هذا المأزق طالما والجريمة في مدينة يحكمها المجرمون والقتلة.
 
بالطبع، أيضاً، أن هذه التصورات ليست إلا واحداً من التصورات العديدة لتغطية المجازر التي تُرتكب بحق الطفولة في اليمن، ولا يستوعب مطلقاً سالكو هذه الطريق أن ذلك الأمر يفتح شهية الحوثيين للوصول إلى كل روضة أطفال وإخضاعهم لصالح معاركهم القادمة ومناورة في تحقيق الانتصار. 
 
في كل جريمة ترتكبها هذه العصابات تبرز دائماً هذه التصورات عند أناس يحاولون خداع أنفسهم بفكرة الحياد، ولكن كم من أناس قادهم هذا الحياد إلى ضلال تسبب بمقابر جماعية ارتكبتها مليشيا بات رأسمالها طابور طويل من الأطفال.
 
وبتجاوز هذه التصورات علينا أن نقف بثبات الجبال في كشف هذه الجريمة، وهي دعوة لكل الحقوقيين والناشطين والمهتمين بالطفولة لتتبع خيوط هذه المجزرة التي ارتكبت في تصفية الأطفال المصابين بالسرطان، والذي يعتقد في خيالاتهم أن هذه الفئة غير ملبية لتطالعاتهم في خوض المعركة.
 
هل نحن على صواب حين نصدق أن إعدام 17 طفلاً كان بسبب علاج مهرب؟
لا
لا.. وألف لا.
ومن يعتقد أن الجواب على هذا السؤال هو ما سرب لوسائل الإعلام، عليه مراجعة قراءة تاريخ هذه العصابات.. ليفهم مدى خطورة هذه الحركة الإجرامية في السيطرة على أهم النقاط التي تمنحم القوة والبقاء.
 
لكم أن تبحثوا عن أسر وهوية وامتداد الأطفال الذين لقوا حتفهم، ستجدون أن البساطة والفقر إحدى سماتهم الحقيقية، وهم خليط من مكونات الشعب البعيد عن تشكيلات الهاشمية ونواياهم الساعية للتخلص من كل مكنونات المجتمع المعتبر في نظرهم الآخر.
 
هؤلاء الأطفال هم أحفاد 14 أكتوبر، هم النشيد وهم الأغنية التي تطرب ثورتنا وتمنح كل المسميات الثورية صفة الرفض للواقع الإجرامي الذي سيطر على حياتهم وحول أرواحهم إلى مجرد خطأ بيد الصيدلي الحقير.
 
مع الله يا أطفال سبتمبر وأكتوبر .
مع الله يا أطفال اليمن، ويا أحفاد السلال وعبدالرقيب وعدنان.
 
....
من صفحة الكاتب في الفيس بوك 
العنوان من وكالة 2 ديسمبر

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية