عبدالله صالح محمد مراد، شاب في العقد الثالث من العمر، كان يعيش في عزلة بني العبدي بمديرية السلفية في محافظة ريمة، شمالي اليمن، وكان يعاني من ضيق العيش والفقر والبطالة والإهمال، في ظل سيطرة مليشيا الحوثي على المنطقة.

 

لم يستطع عبدالله توفير لقمة العيش لزوجته وأولاده، فأصابته حالة نفسية وأخرجهم من المنزل وبدا متوحشًا على غير عادته في اللطف الوداعة؛ في آخر يوم من شهر رمضان الماضي، انتحر شنقاً داخل منزله، ولم يكتشف أحد جثمانه إلا بعد ساعات.

 

هذه إحدى الحالات التي تكشف عن تزايد ظاهرة الانتحار بين أبناء محافظة ريمة، التي تشهد أوضاعاً اقتصادية وإنسانية صعبة؛ بسبب ممارسات المليشيا الانقلابية، التي تستولي على مواردها وإيراداتها، وتمتنع عن تقديم أبسط الخدمات والمستلزمات للسكان.

 

وخلال شهر رمضان الماضي، فقط، سجلت محافظة ريمة ثلاث حالات انتحار شنقاً، بالإضافة إلى حالات أخرى حاولت الانتحار وأُنقذت في اللحظات الأخيرة.

 

وبحسب مصادر محلية، فإن هذه الحالات تعكس حجم المأساة التي يعيشها المواطنون في ريمة وغيرها من المحافظات التي تخضع لسلطة المليشيا الإرهابية، التي تفرض سياسات قمعية وجائرة على السكان، وتزج بهم في حروب لا نهاية لها.

 

وأكدت المصادر، أن حالات الانتحار تستدعي تدخلاً عاجلاً من قِبل المؤسسات المختصة والجهات المانحة لإغاثة المواطنين وإنقاذهم من حافة الهلاك، وإطلاق حملات توعية وإرشاد نفسية للوقاية من هذه الآفة التي تجتاح المجتمع اليمني.

 

وحملت المصادر المليشيا الحوثية الإرهابية المسؤولية الكاملة وراء تدهور الحالة الإنسانية والمعيشية في محافظة ريمة، فضلاً عن قيامها بنهب المساعدات المقدمة لأبناء المحافظة ومنعها التجار وفاعلي الخير من التعاون مع الأسر الفقيرة والمعوزة بشكل يظهر الرغبة الجامحة للمليشيا في فرض عقاب جماعي على أبناء المحافظة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية