يصادف اليوم، الثالث من يونيو/حزيران 2023، الذكرى الثانية عشرة لأبشع جريمة إرهابية شهدها اليمن قديمه وحديثه، استهدفت قيادة الدولة وهم يؤدون صلاة أول جمعة من رجب الحرام داخل جامع دار الرئاسة في العاصمة صنعاء، لتدخل اليمن من يومها مرحلة اللا دولة، وصار الدم سبيلاً للوصول إلى السلطة.
 
لم تكن الفتحة التي أحدثها التفجير الإرهابي في جدران الجامع بل في جدار الدولة اليمنية التي سرعان ما سقطت وبات الجناة أول ضحايا السقوط ولكن بعد أن هيأوا لعدو اليمن الأهم، مليشيا الحوثي، الطريق للسيطرة على صنعاء الدولة والعاصمة، والمضي في مشروعها المتمثل بإعادة الإمامة والقضاء نهائياً على مكاسب الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر، وأن تكون اليمن قاعدة عسكرية متقدمة للنظام الإيراني.
 
ففي مثل هذا اليوم وقبل 12 عاماً رفضت المعارضة كافة دعوات الحوار والمبادرات واللجوء للحلول السياسية، وقررت إسقاط الدولة بسفك الدماء، وكانت جريمة تفجير جامع دار الرئاسة بمثابة صافرة بداية ماراثون غرق البلاد في مستنقع الاحتراب والدماء وحتى اليوم.. 
 
لم يكن الشعب اليمني يتوقع أن يصل الحال بنوايا أولئك الطامحين للسلطة إلى تفجير بيت من بيوت الله فيه مئات المصلين، وينتهكون كل الحرمات، لكن هذا حدث وأثبت الطامحون أن الشعب لا يعرف حقيقتهم، وأنه لا سقف لجرمهم وروح الشر التي تتملكهم.
 
تلك الجريمة ليس من السهل القفز عليها أمام أي محطة من محطات النضال الوطني المفترض لاستعادة الدولة وعاصمتها التاريخية صنعاء وتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام وتخليص البلاد من شرور مليشيا الحوثي ذراع إيران.
 
وما لا بد منه، على الجناة المبادرة في إدانة الجريمة روح الشر وتكريم شهدائها وعلى رأسهم الرئيس الأسبق الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح.
 
وحين يكون الحديث عن تكريم الشهداء وعلى رأسهم الزعيم علي عبدالله صالح فلأنه استشهد مرتين: الأولى، في جريمة تفجير جامع دار الرئاسة.. من بعدها كانت حياته رِبحاً أو كما كان يقول عن نفسه فهو الشهيد الحي. والثانية، حين ارتقت روحه الطاهرة وهو يقاتل بسلاحه الشخصي دفاعاً عن الشعب ومكتسبات النظام الجمهوري مسطّراً أروع ملحمة بطولية لا يقدر عليها إلا نوعية خاصة من البشر. 
 
ومن دون هكذا مبادرة تظل خطابات المصالحة الوطنية وتعزيز وحدة الصف الوطني فاقدة للمصداقية.
 
وحتى يتحقق شيء من ذلك الصواب يوماً ما فإن المقاومة الوطنية -كما هو واضح من خطابات ومواقف مؤسسها وقائدها العميد طارق محمد عبدالله صالح- لم ولن تتوقف عند 2011 إدراكاً لما ينبغي أن يكون عليه الصف الوطني اليوم وهو يواجه عدو الشعب اليمني مليشيا الحوثي الإرهابية.
 
 
 
* رئيس تحرير وكالة 2 ديسمبر الإخبارية

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية