دعت قوى شعبية ونشطاء سياسيون ليبيون إلى الخروج في مظاهرات حاشدة في جميع المدن وعلى رأسها العاصمة طرابلس، بداية من الأحد 16 سبتمبر/أيلول الجاري، للمطالبة بإسقاط الأجهزة السياسية الفاشلة والمنتهية الصلاحية، وعلى رأسها المجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج.

 

وطبقا لـ "بوابة العين" الإخبارية، فإن المظاهرة ستنطلق المظاهرات، في العاصمة طرابلس في تمام الساعة الـ 12 ظهر الأحد، من "ميدان فشلوم" لتمر بمنطقة "الظهرة" ثم "ميدان القادسية" ومنه إلى "ميدان جنة العريف"، حيث مقر المؤسسة الوطنية للنفط، التي تعرضت أمس لعملية إرهابية راح ضحيتها قتيلان و18 جريحا.

 

وقال النائب السابق بالبرلمان الليبي عن مدينة "ترهونة" الدكتور محمد العباني، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن حركة الجماهير والمظاهرات السلمية تعد أحد الأساليب السلمية نحو تصحيح وإصلاح الأمور الفاشلة، مضيفا أن رجال السياسة لا يحتملون ضغط الشارع وخروج المظاهرات ضدهم، ومن ثم فإن وسائل الضغط السلمية لها أهمية بالغة في هذه الفترة التي تمر بها البلاد.

 

وأكد العباني أن الوضع الأمني "الهش" في معظم المدن الليبية يرجع إلى عدم وجود أمن مركزي وسلطة مركزية قوية تحمي المواطن والمؤسسات من عبث المليشيات المسلحة والعابثين والعصابات الإجرامية.

 

وأوضح السياسي الليبي أن الحكومات السابقة وآخرها حكومة الوفاق الوطني الحالية انتهجت سياسات ما أوصى به "باولوا سيرا" المبعوث الأممي السابق لدى ليبيا، بأن تستند الحكومة في ملف الأمن على المليشيات المسلحة المنتشرة هنا وهناك، وهو الأمر الذي مكن هذه المجموعات المسلحة غير الانضباطية للحصول على أموال الليبيين بغير حق ومنافع خاصة، مؤكدا أن هذه المجموعات مهما ارتقت في المناصب فإنها لن تنفذ سياسة حماية الدولة وستكون أجندتها وغايتها فقط هي تنفيذ مصالحها الشخصية.

 

وطالبت القوى السياسية وما يعرف بـ"حراك صوت الشعب" أبناء الشعب الليبي كافة بأن يكون الذهاب إلى انتخابات رئاسية ونيابية عاجلة تحت مظلة دستورية أحد المطالب الرئيسية خلال مظاهرات الأحد المقبل، من أجل ضمان إزاحة جميع متصدري المشهد السياسي الحالي والمفسدين والعابثين، وتحقيق وحدة جميع مؤسسات الدولة والنهوض بها واسترجاع هيبتها وبسط الأمن والاستقرار في ربوعها.

 

وشهدت العاصمة الليبية بداية من ليل الأحد 26 أغسطس/آب الماضي اشتباكات هي الأعنف منذ 7 سنوات، حتى توقيع الهدنة برعاية الأمم المتحدة، الأسبوع، بين مليشيات تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق مثل "ثوار طرابلس" و"الأمن المركزي بوسليم" و"كتيبة النواصي" وأخرى تابعة لوزارة الدفاع بـ"الوفاق" مثل مليشيا "اللواء السابع" و"اللواء 22"، حيث كلف السراج 4 مليشيات مسلحة لتأمين طرابلس منذ دخول المجلس إلى العاصمة.

 

فيما قال الباحث السياسي الليبي عثمان بركة، لـ"العين الإخبارية"، إن تركيا وقطر أدوات اللعب الحقيقية في ليبيا، وهما المحركان الرئيسيان لجميع أحداث الفوضى التي تشهد البلاد، وأنه لا توجد عملية سياسية بالشكل الحقيقي في الوقت الراهن بسبب تدخلات تلك الدول في الشأن الليبي بشكل غير مباشر، وأن هناك نخبة تنفذ أجندة إقليمية ولا تسعى لمصالح الوطن، وأن هذه النخبة السياسية الحاكمة يجب إقصاؤها من المشهد السياسي الحالي.

 

وسقط شخصان وأصيب العشرات بجروح، الإثنين، في هجوم شنه مسلحون على مقر المؤسسة الوطنية الليبية للنفط في طرابلس، في إطار الوضع الأمني الهش الذي تشهده العاصمة الليبية طرابلس.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية