على نهج نظام ملالي إيران، تعمل المليشيا الحوثية الإرهابية على إعادة تشكيل هُوية المجتمع اليمني بقالب طائفي "اثني عشري" متشدد، وإنتاج مجتمع عُبُودِي يقدس السلالة الحوثية ويؤمن بخرافة الولاية ومزاعم الحق الإلهي في الحكم.

ولأن مليشيا الحوثي تعلم أنه من الصعب أن تجد أفكارها الضالة المنحرفة قبولًا لدى الكبار، تركز على الأطفال بوصفهم جيش الغد، الذين يسهل الحرث والزراعة في عقولهم الصغيرة وتوجيهها كيفما شاءوا.

فمنذ اجتياحها العاصمة صنعاء في سبتمبر 2014، أدركت المليشيا الإرهابية، أن المناهج الدراسية وسيلتها الأهم والأضمن لتحقيق أهدافها في خلق جيل طائفي يؤمن بالسلالة ويحميها ويحافظ على بقائها.

من أجل ذلك؛ تركز المليشيا المدعومة إيرانيًا، جهودها في إطار خطتها الاستراتيجية، على عملية تحريف المناهج الدراسية وتفخيخها بالأفكار الطائفية والسلالية العنصرية والهادفة إلى فرض التمييز العرقي واعتبار الحوثي وأسرته سلالة مقدسة، وفرض السلالية والعنصرية كمادة دراسية، بما يحول شمال البلاد إلى أقلية عنصرية تميز نفسها كسادة مزعومين وأغلبية في وضعية العبيد.

ومما لاشك فيه، أن ملف تغيير المنهج كان من أهم الملفات التي تصدى لها المؤتمر الشعبي العام بقيادة الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، والتي قادته في الأخير إلى انتفاضة الثاني من ديسمبر 2017؛ إدراكًا منه لخطورة المخطط والأجندة على النسيج الاجتماعي ومستقبل اليمن.

وعقب استشهاد الزعيم، خرجت أجندة مليشيا الحوثي إلى العلن وشرعت في التغيير ورسمت، وبتوجيهات إيرانية، مخططًا واسعًا يمتد لسنين قادمة يستهدف جيل الأطفال ويحمل مشروعها عبر المناهج الدراسية، لتكريس العبودية وفرض فكرها وأيديولوجيتها على مختلف فئات المجتمع اليمني.

في المسار ذاته، اتبعت المليشيا سياسة القمع المفرط والإرهاب المنظم وتقييد الحريات العامة، في مسعى لإنتاج مجتمع عُبُودي راضخ عاجز عن القيام بأي حراك ثوري للخلاص من السلالة الطائفية.

عبر تحريف وتلغيم المناهج الدراسية، تسعى المليشيا الحوثية لإعادة تشكيل هُوية المجتمع اليمني بقالب شيعي متشدد تحت اسم "الهُوية الايمانية"، مستغلة غياب الدولة اليمنية وخلو الساحة أمامها ما مكنها أن تصبح سلطةً بديلةً أو موازيةً للدولة، مستفيدة من طول أمد الحرب التي امتدت تسع سنوات أعقبتها هدنة غير معلنة.

ولكن؛ ليس كل ما تتمناه مليشيا الحوثي تلقاه؛ فالشعب اليمني في غالبيته لا يشكل بيئة لنجاح أفكار الضلال الحوثية، ولا يمكن أن يرتد إلى عهد أئمة الظلم والظلام تاركًا فلذات أكباده في هذا الواقع التعيس، وما فشل تغلغلها في المجتمع إلا مقدمة وعنوان الفشل الأكبر والسقوط الذي لا بد منه.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية